مختار يتفاوض مع زبون. (تصوير: مديني عسيري)
مختار يتفاوض مع زبون. (تصوير: مديني عسيري)
-A +A
محمد الأكلبي (المشاعر المقدسة) awsq5@
وقف مختار بزيه الباكستاني أسفل شارع «طلعة صدقي»، المنحدر من الجمرات إلى حي العزيزية، تعتليه علامات الإرهاق، ممسكاً بكرسي متحرك «عربية كما يطلق عليه محلياً»، متأهباً لصيد «زبون عابر»، يستكشف التعب في وجوه الحجيج، يتهلل وجهه عند رؤية المسنين، أو من أعياهم التعب، عله يعقد صفقة سريعة لإيصالهم إلى الأعلى. تحدث مختار الباكستاني (34 عاما) لـ«عكاظ»: استأجرت «العربية» قبل موسم الحج لأُوصل ضيوف الرحمن المتعبين من العزيزية إلى الجمرات، أو العكس، بمقابل مالي، يبدأ من 100 ريال ويصل أحياناً إلى 500 ريال للمشوار الواحد. رصدنا تفاوت الأسعار خلال مفاوضاته مع الحجيج، الذي عزاه إلى وزن الحاج، فكلما زاد وزنه ارتفعت أجرة التوصيل، ويؤثر التوقيت أيضاً، فينخفض السعر خلال الأوقات الأقل ازدحاماً، بينما تكلفة الصعود تكون أعلى. يحدق في الوجوه برهة ثم يستطرد في حديثه: أقدم بعض الأحيان عروضاً خاصة، فأعقد مع الحاج اتفاقيات بمنحه مسافات إضافية مجاناً.

المراقب للكثير من شوارع مكة التي يرتادها الحجاج يلاحظ انتشار هذا النوع من العربات، خصوصاً أن أنظمة الحج لهذا العام تمنع دخول الدراجات النارية إلى المشاعر المقدسة، ما يجعل هذه العربات الخيار الأول لمن أعياه تعب الطريق.