دفع ما يطلق عليه «اللحم المكفن» سكان جدة والمناطق القريبة من المحافظة إلى مقاطعة اللحوم في المطاعم والمجازر والمطابخ والاستمرار على ذلك لشهرين قادمين، وهي المدة التي تضمن نفاد اللحوم المهربة من مكة المكرمة أيام عيد الأضحى. وطبقا للأهالي فإن اللحوم المهربة تخزن بطرق غير صحية، يستمد اللحم المكفن اسمه من طريقة نقله؛ إذ يتم تكفينه ولفه بقماش أبيض بعد الذبح، وينقل في سيارات دون مراعاة للعوامل الصحية وحاجة اللحم للتبريد. ويعتمد سكان جدة في أيام العيد على الذبح المباشر أمام الأعين، أو شرائها من محال موثوقة، كما يفعل سلطان السلمي؛ إذ قال لـ«عكاظ» إنه يفشل دائماً في التفريق بين اللحم الفاسد واللحم الصالح، لذلك يلجأ دائماً إلى شراء اللحوم من محل يثق به ويعرف صاحبه. الأمر نفسه يؤكده ناصر الحربي، أحد الذين التقيناهم أمام إحدى الملاحم، فيقول «لا أتعامل إلا مع ملحمة أعرف العاملين فيها جيداً، فأغلب ما يرد إلى السوق في هذه الفترة من لحوم، فاسدة أو نقلت بشكل غير صحي». ويدافع نادر حميدي، أحد ملاك مطاعم المندي عبر «عكاظ»، عن قطاعه الذي يعمل به، ويقول «أرفض هذه النظرة السلبية تجاه محلات ومطابخ اللحوم، فمن الصعب خداع المستهلكين بلحمٍ رديء؛ إذ يسهل اكتشافه عن طريق اللون قبل الطعم». إلا أن إبراهيم سلطان، وهو جزار أفغاني، يملك رأياً آخر، ويقول يكثر هذا النوع من اللحوم في الأحياء العشوائية؛ إذ يباع كيلو اللحم المكفن بـ10 ريالات إلى 15 كحد أقصى، في حين أن سعره الطبيعي 45 ريالا، وتكثف أمانة جدة جهودها لمحاصرة بيع هذه اللحوم؛ إذ أعلنت الأمانة عبر موقعها الرسمي عن إتلاف قرابة 3825 كيلو من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك، منذ عيد الأضحى حتى اليوم الرابع عشر.