-A +A
فهيم الحامد (فيينا)
لم يكن الفيتو الروسي الذي أجهض المشروع الفرنسي الإسباني لوقف إطلاق النار في حلب مفاجئا للمجتمع الدولي باعتبار أن موسكو لم تعد ليس فقط داعمة للجلاد ضد الضحية بل أضحت طرفا رئيسيا في الإبادة الجماعية للشعب السوري. وما من شك أن الفيتو الروسي بكل المعايير سابقة خطيرة ليس فقط في التعامل مع ملف الأزمة السورية بل في طبيعة تعامل موسكو مع أزمات المنطقة ودعمها للعدوان وابتعادها تماما عن قواعد القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية.

الفيتو الروسي سيعطي الفرصة للنظام الأسدي وإيران والميليشيات الطائفية الفرصة لمواصلة عمليات القتل ما يعني استمرار الإبادة الجماعية في حلب وقتل المدنيين، خصوصا أن روسيا تُمارس سياسة الأرض المحروقة ليس فقط في حلب بل في كامل الأرض السورية داعمة لنظام الأسد وحلفائه الطائفيين.


والمطلوب الآن من القوى العالمية دعم الشعب السوري لأن ما يجري في حلب الذي يزعم الطرف الروسي والسوري بأنه محاربة للإرهاب، هو حرب إبادة ضد الإنسان السوري، وهو ما يؤدي إلى استمرارنشر الفكر الإيراني الطائفي الذي استمد قوته من النظام الروسي الذي وجد على الأرض السورية لاستكمال حلقة التآمر على المنطقة من العراق إلى سورية ولبنان واليمن.

العالم الذي يعيش في غيبوبة سياسية آن له أن يستفيق من غيه ويعي أن هناك مجازر مروعة ترتكب بحق شعب أعزل، وعلى روسيا أن تدرك جيدا أن مساندتها للنظام السوري ضد شعبه سيفقدها أصدقاءها وحلفاءها في المنطقة وسيعمل على إحداث فجوة كبيرة في العلاقات الروسية العربية، وعلى الكرملين إنقاذ ما يمكن إنقاذه والعمل على تجاوز ما حدث ودعم قرارات الشرعية الدولية وعدم إقحام السياسة الروسية الداعمة للظلم، وإظهار قدر كبير مِن المسؤولية والحكمة السياسية وعدم إدخال المنطقة في أتون حروب جديدة على حساب دماء المدنيين الأبرياء.

إن التاريخ لن يغفر للنظام السوري والإيراني بسبب ارتكابه مجازر مروعة ضد الشعب السوري وإن اشتراك روسيا في تدمير سورية سيجعلها منبوذة من المجتمع العربي والدولي ويدخلها في دائرة المحاسبة الدولية. وإزاء كل ذلك بات مطلوبا وقف إطلاق النار والضغط على النظام السوري وإجباره على قبول حل سياسي للأزمة في إطار قرارات مجلس الأمن.