-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
لم يواجه الأمريكيون حالة ارتباك وحيرة بتاريخهم كما يعيشون اليوم من خلال المنافسة الرئاسية بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون.

الحيرة والارتباك عند الشعب الأمريكي لا تنطلق من الاختيار ما بين أفضل المرشحين للتصويت له، بل مردها إلى أن الخيار بين أي المرشحين أقل سوءاً من الآخر.


لقد أصاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب جزءا كبيراً من حقيقة الواقع الأمريكي عندما قال في بداية المناظرة الثانية التي جمعته مع منافسته كلينتون: إني أشعر بالخزي بسبب مقطع الفيديو، لكن أحترم بشدة المرأة وأشير إلى أن زوج السيدة كلينتون كان أكثر سوءاً.

ترامب لم ينفِ سوء سلوكه وتصريحاته بل دافع عن نفسه من بوابة أنه أقل سوءاً من منافسته أو زوجها، فالمسألة كما باتت واضحة أمام الأمريكيين هي الخيار بين السيئ ومن هو أقل سوءا.

هي الأزمة السياسية الكبرى في هذه المرحلة وهو ما دفع مسؤولاً سابقاً في الاستخبارات الأمريكية للتصريح قائلاً: «الديموقراطية الأمريكية في خطر..!».

المناظرة الثانية بين المرشحين في مدينة سانت لويس لم تكن حاسمة وإن حققت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون بعض النقاط لمصلحتها متقدمة على ترامب وهذا ما يعني أن الجولة الثالثة في المناظرة الأخيرة في التاسع عشر من شهر أكتوبر الجاري ستكون حاسمة وساخنة قبل توجه الناخبين في الثامن من نوفمبر إلى صناديق الاقتراع، إلا أن ما يجب التوقف عنده أن عدد الناخبين المترددين بتزايد مطرد كما تشير الاستطلاعات والإحصاءات، وهذا يعني أن التنبؤ بالنتيجة بشكل حاسم سيكون ضرباً من ضروب التنجيم وإن كان التقدم عبر بعض النقاط واضحا لصالح هيلاري كلينتون.