بقايا الصاروخ بعد تدميره
بقايا الصاروخ بعد تدميره
-A +A
سلطان بن بندر (جدة)
بشموخ جاوز الـ ١٧٠٠ متر فوق سطح البحر، وبتاريخ سلام بمعاهدات واتفاقات منحها أحقية لقب «قرية السلام» في التاريخ العربي المعاصر، وببسالة رجال عاشوا فوق أرضها، بددت سماء الطائف ليلة أمس الأول أحلام انقلابيي اليمن بتهديد أمن سكانها، وترويعهم، بعد تصدي قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لصاروخ أطلق نحو سماء «دلوعة الغيم».

وبخلاف ما اعتاد عليه سكان «قرية السلام» الذين اعتادوا على أن يكتب اسم مدينتهم السلام والأمن في الـ100 عام الأخيرة، ابتداء من معاهدة السلام بين السعودية والحكومة المتوكلية اليمنية، مروراً بمعاهدة السلام بين الطوائف اللبنانية، التي ظلّت حتى وقتنا هذا نقطة البداية والانطلاق، والقول الفصل لدى متناحري عرب الشمال اللبنانيين، انتهاء باحتضانها الحكومة الكويتية وغالبية الشعب الكويتي إبان العدوان العراقي على الكويت مطلع التسعينات الميلادية من القرن الماضي، كانت محاولة استهداف الطائف أشبه بالمحاولة الشاذة ووصمة العار الجديدة في كتاب العار الحوثي وصالح منذ إطلاقهم أول رصاصة خزي في وجه الشرعية اليمنية حتى الآن.


ولم يشفع للطائف عند ضالي «الحكمة اليمانية» جيرتها لبيت الله الحرام وبعدها عنه بنحو ٦٥ كيلومترا، أو حتى ذكرها بثاني القريتين في كتاب الله، لتنال الطائف بذلك شرف توأمة أم القرى مكة المكرمة، التي جعل الله بالطائف سبباً لرزق سكان مكة من أحلى الثمرات استجابة لدعوة إبراهيم الخليل، لتنتهك سماؤها بخردة الحوثي التي سرعان ما فتت بمضادات التحالف.

الطائف المأنوس كما يحب أن يطلق عليه محبوه من المصطافين، و«دلوعة الغيم» مثلما يحب أن يدللها أبناؤها، كسرت ليلة البارحة الأولى قاعدة المثل المصري الشهير «العيار اللي ما يصيب..يدوش»، بعد أن نسي أبناؤها الهلع أو الخوف، وذهبوا بكل بسالة تشبه بسالة القوات الجو السعودية، يبحثون عن بقايا ما تبقى من صفائح الانقلابيين، ليلة أمس الأول، لتستيقظ صباح يوم أمس، متناسية ما حدث ليلة خلت، تزهر أرضها ورداً طائفياً يملأ الفلك بالعبير، وتثمر أشجارها عنباً ورماناً وتيناً فيه لذة للذائقين، ويغني أبناؤها أهزوجتهم الشهيرة «جينا من الطائف والطائف رخا.

.

والساقية تسقي يا سما سما» قبل أن تلتحف جبالها الشم الأبية الغيم دلالاً وتنام بأمان رب العالمين ودعوة الخليل لجارتها ولها، وحماية شجعان يرخصون دماءهم دون كل شبر من أراضي وطنهم الفسيح.