-A +A
عبدالرحمن باوزير (جدة)
وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صفعة قاسية للتيارات الحركية وجماعات الإسلام السياسي، فـ«الخليفة العثماني» بحسب النظرة الحركية، مؤمن بالعلمانية، حتى أنه أكد جاذبيتها في تجربة حزبه الحاكم للبلاد منذ 2002.

صفعات أردوغان التي تكررت خلال العقد الماضي، تتوالى على الحركيين السعوديين، فالترويج للتجربة التركية «الإسلامية»، ومهاجمة خطط الانفتاح في الداخل، تجعل مصداقيتهم على المحك، كما يرى مثقفون سعوديون.


وعرف أردوغان في إطلالته الأخيرة مع الإعلامي السعودي علي الظفيري في برنامجه الجديد «مقابلة» على قناة الجزيرة، العلمانية بـ«تعايش كل المجموعات الدينية والفكرية بالطريقة التي يريدونها، وقولهم لأفكارهم كما يؤمنون بها، وقيام الدولة بتأمين كل المعتقدات»، ما يعارض أدبيات التيارات الحركية في السعودية التي تصف التعايش والمساواة بين الطوائف بـ«التمييع والتخلي عن الثوابت». وتفتح قناعات أردوغان بالعلمانية وضرورتها، باب حرج على الحركيين وجماعات «الإسلام السياسي»، يأبى الرئيس التركي أن يغلقه أو أن يتوارى عن الظهور من خلاله، ما دفع أحد الدعاة «المغرمين بالخليفة المنتظر» بعد فوز حزبه باستحقاق سياسي إلى القول: «من أعظم الشكر على هذا النصر أن تسعوا إلى أسلمة أنظمة بلادكم، ونبذ القوانين العلمانية»، بيد أن أردوغان يتمسك بها في كل إطلالة على عشاقه في العالم العربي.التناقض الجلي في خطابات الحركيين، يبرز تساؤلاً جاداً عن سبب التعنت والتشدد إزاء خطط الانفتاح في الخليج، وما يقابله من «غض الطرف» لأساسات تجربة «العدالة والتنمية» في تركيا والقائمة على اختلافات جذرية مع أدبياتهم. ورغم أن حزب العدالة والتنمية يقدم نفسه بشكل دائم على أنه حزب محافظ وعلماني، رغم نظرة القوى الغربية بأنه نموذج للحزب ذي الجذور الإسلامية والتوجه العلماني، إلا أن الحركيين في الخليج يصرون على «إسلامية الحزب»، حتى أن عدداً منهم وصف أردوغان بـ«الخليفة الإسلامي» الذي سيعيد مجد المسلمين، في أوضح تجليات «الهيام الحركي» بشخصية الرئيس التركي.