-A +A
«عكاظ» (عمان)
رجل هش وماكر، مسيرته قامت دائما على وجود شخص «أبوي» أو «حاضنة» يقف إلى جانبه ويدفعه إلى الصفوف الأمامية.

ترامب كثيرا ما لقب بـ«السيد الخاسر»، فتحدى سمعته كخاسر وقرر ترشيح نفسه لأكبر منصب في العالم. يدرك أن السلطة والظهور الشخصي، ولو على حساب المبادئ توأم غير قابل للتجزئة، وخصوصا بالنسبة لدولة وإمبراطورية مصابة بخسائر جمة على الصعيد العسكري والاقتصادي والإنساني.


إنه وجه آخر للهوس لترامب، إذ يخوض معركة نحو أكبر منصب في العالم ينطلق من ثقة هوجاء بالنفس، متعصب، ومسكون بالحديث لوسائل الإعلام حد الهوس، يقتبس شعاره من خطاب سابق للرئيس ريغان: «فلنجعل أمريكا دولة عظمى مجددا». وريغان هو ملهم اليمين الأمريكي المتطرف.

يدير حملة انتخابية شعبوية لا تحمل أي أفكار تستحق النظر إليها أو قراءتها قراءة متأنية، وهي تخاطب أولئك «الذين لا يعرفون شيئا»، وهو أكبر حزب في الولايات المتحدة حزب «الديماغوجية»، وللمصادفة فإنه حزب مؤثر ومستودع للأصوات الانتخابية.

يستخدم خطابا يثير الكثير من الجدل في أمريكا وخارجها، نظرا لما يحمله من كراهية للأجانب وعداء صريح للمسلمين، جعل الكثيرين يصفونه بـ«الفاشي».

تصريحاته مثار اشمئزاز لدى الكثير من الأمريكيين، بما فيهم المحسوبون على «المحافظين»، الذين اعتبروها «فاشية» لا تخدم مستقبل «الجمهوريين» وتضر بهم كثيرا.

المغذي الرئيس لأفكار ترامب المتشددة ضد الإسلام هو فرانك جافني، وهو باحث مغمور مصاب بـ«الإسلاموفوبيا» ويعتمد عليه ترامب بترويج نظريات المؤامرة، وسبق له العمل لأربع سنوات في وزارة الدفاع الأمريكية بحقبة الرئيس السابق، رونالد ريغان، ويصفه اليوم مركز «ساوثرن بوفرتي» المعني بمراقبة الدعوات والنزعات العرقية المتشددة بأنه «أحد أعتى دعاة الإسلاموفوبيا بأمريكا»، وهو يعتزم إضافته إلى قائمة «دعاة الكراهية» للعام 2016.إلا أن ثمة مجموعة واحدة من المسلمين على الأقل، وتحديدا رجال الأعمال العرب الذين تودد لهم الملياردير الأمريكي طوال سنوات، قد تستطيع وضعه عند حده، أو على الأقل تكبيده ثمن أقواله.