-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
إن كان من الطبيعي متابعة الانتخابات الرئاسية الأمريكية من قبل العالم العربي بكل طبقاته الرسمية والأكاديمية والشعبية فإنه من غير الطبيعي التماهي لحد التطرف والانغماس وربط مصير المنطقة وشعوبها بهذه الانتخابات، والذهاب إلى جعل نتائجها بمثابة الحدث الذي من شأنه أن يحدد ماذا سنأكل أو نرتدي، وكيف سننام في المستقبل. اليوم الثلاثاء يتوجه الشعب الأمريكي إلى صناديق الاقتراع لينتخب رئيساً له، إما المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو الديموقراطية هيلاري كلينتون، وسيدلي الناخب الأمريكي بصوته إما وفقاً لهواجس أو كرد فعل على قضية ما أو رغبة في التغيير والمغامرة، لكن المؤكد وفي كل تلك الحالات فإن تصويته لن يكون من أجل قضية من قضايا العرب أو من أجل ظلم تعرض له العرب أو رغبة منه في تغيير موقف إدارته السياسية من مآسي العرب.

الناخب الأمريكي وفي أكثريته المطلقة لا يعير الشأن الخارجي اهتماماً والأمر ليس تحليلاً بل يستند إلى إحصاءات ودراسات أمريكية موثوقة لا بل إن أكثرية الناخبين الأمريكيين لا يعلمون شيئاً عن القضية الفلسطينية أوعن مأساة الشعب السوري، حتى أنهم لا يدرون أن هناك دولة اسمها سورية وأخرى اسمها لبنان..!


الانغماس العربي في متابعة الانتخابات الأمريكية يجعلنا نحن العرب كالمشاهد لفيلم رعب سينمائي فلا هو سيكون الوحش الذي يتمتع بقتل الضحية ولن يكون أيضاً أحد الناجين الذي سيتمتع بنجاته، هو فقط سيحصل على جرعة من الخوف المجاني من أجل لا شيء، إنها عبثية الخوف المجاني.