ساعات قليلة قادمة ويحسم السباق إلى البيت الأبيض بين المرشحين، الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون.. ومازال الجدل العربي بشأن سلبيات وإيجابيات كلا المرشحين مستمرا.. ومع اشتداد التنافس في الولايات المتأرجحة بين المعسكرين الجمهوري والديموقراطي يترقب العالم اليوم نتيجة 15 ولاية ستمنح مفاتيح الدخول إلى البيت الأبيض للمرشح المنتصر.. كما يترقب العرب نتيجة السباق أو الصراع الرئاسي وانعكاسات النتيجة أيا كانت على مستقبل العلاقات المستقبلية مع الإدارة الأمريكية الجديدة وإستراتيجياتها في التعاطي مع الملفات العربية الشائكة في المنطقة.. وإن كانت المواقف العربية تجاه النتائج المرتقبة ومن سيكون سيد البيت الأبيض بين 2016 و2021، لم تكتمل بعد.. خصوصا أن المواقف الأمريكية ظلت ضبابية تجاه القضايا الشرق أوسطية الملتهبة.. خلال فترة الرئيس باراك أوباما.. كما أن المناظرات والتصريحات لكلا المرشحين في مشوار السباق لا تحمل مؤشرات إيجابية أو تغير ديناميكي في المواقف.. أو حتى في الوضع الداخلي الأمريكي المتأزم ديموقراطيا إلى جانب أزمة العولمة الرأسمالية.. التي تنتهجها واشنطن في إدارة شؤونها وتنصيب حكامها.. وعقب صراع فض حمل الطابع الشخصي والاستعراض.. بين مرشح يميني متطرف يجيد تجارة الصفقات والأوراق المالية.. ولا يملك رصيدا سياسيا.. معلنا أن همه الأول استعادة عظمة بلاده -على حد زعمه- عبر تحصينها من الإرهاب.. وسقط كثيرا في مفردات لا تليق برجل دولة.. عندما سدد سهامه تجاه الإسلام والمسلمين وتضمنت خطاباته سيناريو القطيعة والانعزال وفق معاييره الشخصية.. وبين كلينتون التي كانت ذات يوم السيدة الأولى في البيت الأبيض.. وتملك رصيدا سياسيا رصينا وتعلم جيدا أهمية السياسة الخارجية ومخاطر تباطؤ واشنطن عن تحمل مسؤولياتها إزاء الأزمات العالمية.. وأيا كان الرئيس القادم.. لم يخرج عن دائرة جماعات الضغط واللوبيات التي دفعت به إلى السباق.. ولا يتوقع المراقبون أن تحمل المرحلة القادمة أي تغير في النهج، سواء فاز ترامب أو كسبت هيلاري.. وكلا المرشحين سيجد أمامه إرثا متراكما من الأزمات.. نزاع في أوروبا حول أوكرانيا خلف توترا روسيا أطلسيا.. وأزمة في بحر الصين وتمرد كوري.. وملفات شرق أوسطية شائكة في سورية والعراق واليمن وفلسطين وليبيا، لذلك لا ينتظر العرب الترياق من بلاد العم سام.. خصوصا أن الأرضية بين المرشحين واحدة لا تختلف كثيرا حينما صرحا بأن قضيتهما الرئيسية في المنطقة هي أمن إسرائيل.. إلى جانب لعبة الشطرنج المستترة التي تديرها واشنطن مع إيران تجاه دول المنطقة عقب الاتفاق النووي المشبوه.. هي تلك «الشيزوفرينيا» التي تتحكم في العلاقات الأمريكية العربية والمصالح بين الطرفين.. وتفرض على العرب ترتيب البيت الداخلي.. والخريطة السياسية لمنطقتهم.. وعدم التعويل على الرئيس القادم وفريقه.. ونغمة العلاقات الحميمة والتاريخية والقضايا المصيرية المشتركة.. والتعامل مع الواقع الملموس.. خصوصا أن هناك مجموعات ضغط أمريكية تتحكم في القضايا الرئيسية وعلى رأسها الصناعة العسكرية وصناعة النفط.. واللوبي المؤيد لإسرائيل.. واللوبي الجديد المؤيد للعبث الإيراني في المنطقة..