-A +A
محمد فكري (جدة)
كشفت مفاجأة فوز ترامب زيف وخدعة استطلاعات الرأي العام، ووجهت لها صفعة قوية بعدما وضعت المرشح الجمهوري طوال الحملة الانتخابية خلف منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون بعدة نقاط تراوحت بين نقطة و12 نقطة.

واعتبر مراقبون أن تقدم ترامب منذ بدء عمليات الفرز وحتى إعلان النتيجة بفوزه أفقد استطلاعات الرأي مصداقيتها، بل إن أحد المختصين في قضايا الرأي العام ذهب إلى أن ما جرى وجه ضربة قاضية لاستطلاعات الرأي العام التي ينبغي عليها مراجعة آلياتها وطرق رصدها للنتائج والتوقعات.


وأثار فوز ترامب الشكوك حول صدقية استطلاعات الرأي التي أخفقت في رصد توجهات الناخبين بشكل حقيقي بحسب الدكتور عثمان النعماني أستاذ الصحافة في جامعة القاهرة، الذي انتقد المنهجية المستخدمة في إعداد الاستطلاعات. ورأى أن الآلة الإعلامية الأمريكية انحازت إلى كلينتون بشكل مبالغ وهو ما أدى إلى رد فعل عكسي من قبل الناخبين تجاه ترامب، الذين رأوا أن الحملة عليه ضارية ومستعرة، ومن ثم فقد تعاطف معه وهو ما ظهر واضحا في عمليات التصويت.

ولعل ما ضاعف من عمق أزمة استطلاعات الرأي أن أيا منها طوال عام ونصف العام لم يشر من قريب أو بعيد إلى احتمال فوز دونالد إلا مرة واحدة وبفارق نقطة واحدة في أعقاب أعاد التحقيق في قضية البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري، ليس هذا فحسب بل إن صحفا أمريكية كبيرة مثل «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» درجت على نشر خرائط انتخابية تؤكد استحالة فوز ترامب.