-A +A
«عكاظ» (عمّان)
فيما اعترف باراك أوباما بفشله في سورية قبيل مغادرته البيت الأبيض، تعهد دونالد ترمب قبيل جلوسه على كرسي الرئاسة بأن يحول فشل سلفه إلى نجاح في مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أنه سيتعاون بهذا الشأن مع الدول العربية وروسيا وحلف الأطلسي. لكن ترمب الذي يرى في إيران بأنها دولة تمول الإرهاب لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، سيواجه صعوبة في التحالف مع الكرملين فيما يتعلق بقضايا المنطقة تحديدا سورية والعراق بحكم المصالح الإستراتيجية بين موسكو وطهران.

ترمب الذي أشار مرات عدة إلى دور إيران في رعاية الإرهاب، وقال إن الاتفاق النووي وتسهيلات إدارة أوباما سمحت بضخ ملايين الدولارات إلى طهران والتي استخدمتها بدروها في تمويل تنظيمات إرهابية، عليه أن يسعى إلى تفكيك التحالف بين إيران وروسيا ويفصل بين الشراكة الإستراتيجية مع موسكو والتعامل ليس فقط مع إرهاب إيران، بل مع حواضن الإرهاب التي ترعاها في العراق وسورية ولبنان.


برلمانيون أردنيون يرون أن خطاب ترمب بشأن إيران مختلف عمن سبقوه في قيادة الولايات الأمريكية، فهو يعتبر أن النظام الإيراني يعمل على بث وتدريب وتنظيم الشبكات الإرهابية في الدول العربية، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس فاز بالرئاسة أنه سوف يواجه هذه الشبكات ومنها "حزب الله" وهو ما سوف يشكل ضغطا مع حلفائه على النظام الإيراني لوضع حد لإرهابه.

وقال النواب صالح العرموطي وقصي الدميسي وخليل عطية في تصريحات إلى «عكاظ» إن ترمب يريد التعاطي مباشرة مع خطر الإرهاب، متوقعين أن يسعى إلى إنشاء تحالف واسع في المنطقة لمواجهة خطر إيران الإرهابي، خصوصا أنه ينظر إلى دول عربية معتدلة، مثل دول الخليج العربي، وشمال أفريقيا، بأنها ستكون شريكة له في محاربة الإرهاب الإيراني، ولضمان أمن واستقرار المنطقة.

ولم يستبعد هؤلاء أن تسعى روسيا إلى فض تحالفها مع إيران ضمن حصة لها في كعكة في المنطقة، وبذلك يجد ترمب طريق مواجهة إيران معبد سياسيا وعسكريا، سيما وأن موسكو في النهاية تريد مصالحها، وغير معنية بإيران. واعتبروا أن مواجهة الرئيس الأمريكي المنتخب لإيران تتطلب أولا تفكيك تحالفها مع موسكو.