العثيمين مع مدني في حفلة توديعه أمس. (عكاظ)
العثيمين مع مدني في حفلة توديعه أمس. (عكاظ)
-A +A
فهيم الحامد (جدة)
بدا المشهد «إسلاميا» في جانبه التسامحي، يدخل الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني قاعة حفلة وداعه في جدة، يدا بيد مع الأمين العام الجديد الدكتور يوسف العثيمين، لتكون آخر إطلالات مدني ابتساما كما كانت البدايات.

وكما هي شخصيته، بدا مدني جادا، مستهلا كلمته بسؤال مهم.. هل حققت منظمة التعاون إنجازات؟ مسترسلا في الإجابة نعم؛ حققت المنظمة إنجارات على عدة مستويات سياسية وثقافية واقتصادية في المحيط الإسلامي وفي المحافل الدولية. مدني الذي لقب بجنرال العالم الإسلامي دخل القاعة المكتظة بالحضور برفقة مدير ديوانه في المنظمة سابقا، والذي أصبح أمينا عاما للمنظمة بإجماع الدول الاسلامية خلفا له، وسط أحاديث حميمية بين «الأمينين»، وفيما أشاد مدني بإمكانات الأمين الجديد وقدراته. رد العثيمين بالثناء والتقدير، مؤكدا أنه استفاد خلال رئاسة مدني للمنظمة كثيرا من تجربته التراكمية الإعلامية والسياسية.


ورأس مدني ثاني أكبر منظمة على مستوى العالم بعد هيئة الأمم المتحدة، لعدة سنوات قائدا لخطاب 57 دولة إسلامية تسعى لنشر التسامح وتهيئة بيئة للتعايش بعد صراعات سياسية ومذهبية في ظروف صعبة مرت ولا تزال الدول الإسلامية تعيشها، إذ نجح في عدة جوانب أهمها إظهار صوت المنظمة عالميا وإرسال رسالة للمجتمع الدولي أن العالم الإسلامي ينبذ العنف والتطرف والإرهاب وحريص علي التعايش السلمي وفهم ثقافة الآخر.

من بوابة وزارة الحج مرورا بوزارة الإعلام قدم مدني إلى منظمة التعاون، كأول سعودي في هذا المنصب، ليجد أمامه تحديات القرن الحادي والعشرين، مع تراجع شعبية المنظمة وظهور أزمات عربية وإسلامية تراكمية، إلا أنه تمكن من ترسيخ اسم المنظمة عالميا ونجح في إعادة تموضعها في المحيط الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي.