مجلس الأمن الدولي.
مجلس الأمن الدولي.
-A +A
فهيم الحامد (جدة)
منذ أن تأسست الأمم المتحدة في العام 1945 في سان فرانسيسكو وانضمت تحت مظلتها الدول حديثة الاستقلال، أتسم أداؤها - وحتى هذه اللحظة- بالإخفاق الشديد في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط والعالم، واكتفى هذا الصرح العالمي بالاحتفاليات والخطب والاجتماعات السنوية التي لم تحقق أي اختراقات في قضايا الصراعات الدولية، رغم أن ميثاق الأمم المتحدة وضع من أجل نشر السلم والأمن الدوليين، بيد أن هذا الميثاق تم اختطافه من قبل القوى الكبرى المسيطرة، التي بدت شهوتها تتزايد للانفراد بكل قضايا العالم من خلال تحالفات دولية ومصالح خاصة لبعض الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، هاتان الدولتان اللتان اعتبرتا المحفل الأممي ساحة لتصفية الحسابات وتقاسم الكعكة سواء في المنطقة العربية أو العالم.

ظهر فشل الأمم المتحدة في قضايا جوهرية عدة، ولكن القضية الأبرز كانت في الأزمة السورية التي امتدت طيلة خمسة أعوام وشهدت أكبر تدمير وتطهير طائفي في التاريخ الحديث، أما الحديث عن القضية الفلسطينية، فإن المنظمة الدولية ضربت بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية التي تم حفظها في أرشيف الأمم المتحدة، حيث مثلت القضية الفلسطينية مثالا حيويا لتضارب المصالح الدولية ودعما أعمى لإسرائيل الدولة الإرهابية الأولى في العالم، وتجاهل العالم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن حل القضية بشكل عادل وبما يضمن حقوق اللاجئين الفلسطينيين وإنشاء دولته الفلسطينية. وكذلك الأمر في اليمن، لم تعمل المنظمة الدولية بالشكل الكافي لدعم الشرعية في اليمن والوضع نفسه شاهد في ليبيا والعراق.


إن تحقيق السلام في المنطقة والعالم لن يتم إلا بإصلاح الأمم المتحدة وإعادة النظر في أصوات القوى الكبرى الخمسة، وإضافة دول أخرى لكي يحدث التوازن الدولي وتتم تسوية النزاعات الإقليمية والدولية بحيادية وعدم السماح للفكر الطائفي الإيراني بالتمدد والعمل بجدية للجم الإرهاب في المنطقة ووقف ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا منطقة الشرق الأوسط، فالمطلوب الآن البدء بإصلاحات جذرية لهيئة الأمم المتحدة وجميع مؤسساتها، بحيث يكون لقراراتها المصداقية بعيدا عن هيمنة الدول الكبرى، يكون لهذه المنظمة الدولية أدورا أكبر في إنهاء ويلات الحروب والمجاعات والسير باتجاه عالم أفضل يحل قضايا الدول الصغرى.