أردنيون ينظمون حملة احتجاجات أمام سفارات (إيران، روسيا، النظام السوري) في عمان أمس. (رويترز)
أردنيون ينظمون حملة احتجاجات أمام سفارات (إيران، روسيا، النظام السوري) في عمان أمس. (رويترز)
-A +A
«عكاظ» (عمّان)
لم تمنع العاصفة المطرية والرياح الشديدة عشرات الآلاف من الأردنيين الذين احتشدوا طيلة الليلة الماضية أمام السفارات السورية والروسية والإيرانية في العاصمة عمان، احتجاجا على حملة الإبادة التي يتعرض لها أهالي حلب منددين بالعدوان الوحشي الذي تشنه قوات أنظمة هذه السفارات وعملية الإبادة الجماعية في المدينة.

وطالب المحتجون أمام هذه السفارات حكومة بلادهم بإغلاق سفارات روسيا وإيران وسورية مستنكرين حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل حلب، واصفين ما يحدث الآن لحلب بالفاجعة، وأنه من المعيب على كل مسلم وعلى جميع الأحرار في العالم الصمت تجاه ما يجري من تدمير وقتل وإحراق لأهل حلب وهم أحياء، ما يعد كارثة إنسانية بكل ما تحمله تلك الكلمة من معان.


وقالوا في بيانات وزعت أثناء اعتصامهم إن ما يصل من أنباء عن حرب الإبادة في حلب يندى له الجبين، إذ وصل الأمر برجال حلب إلى طلب فتوى تجيز لهم قتل نسائهم حتى لا تنتهك أعراضهن بعد موت الرجال ووقوعهن أسيرات في أيدي الزمرة الفاجرة التي تحرق الأخضر واليابس والتي وصفها أهل حلب بأنها تشبه أهوال يوم القيامة.

واستغربت البيانات صمت العالم تجاه تلك المجازر والسماح بتدخل الجهات الخارجية لحرق ما تبقى من أهل سورية لمجرد معارضتهم لهذا النظام المجرم، مشيرة إلى أن ما يحدث في حلب اليوم ما هو إلا مشروع ممنهج لن تكون حلب آخره وإنما سينتقل من دولة إسلامية لأخرى لتنفيذ المخطط القذر لإبادة المسلمين.

من جانبه، قال المحلل طارق مصاروة إن الفرق بين الولايات المتحدة وتعاملها مع العراق، وبين الاتحاد الروسي وتعامله مع سورية هو: أن الولايات المتحدة احتلت العراق، ثم فتّتته إلى شيع وطوائف وعرقيات، وذلك بعد تفكيك كيانه الوطني (جيشه وأمنه وإدارته العامة) في حين أن روسيا حرصت على تفتيت سورية في ظل نظام فشل في حماية وحدة الشعب السوري، مقدمة لاحتلاله، بمعنى الهيمنة على كيانه الوطني.

وقال إن واشنطن وموسكو حريصتان على استمرار داعش. لأن الإرهاب هو الخطر الأكثر إقناعا لعملية نقل ملايين العراقيين من السوريين من مدنهم وقراهم إلى مناطق في الداخل والخارج تعيد ترتيب الطوائف والمذاهب والعنصريات بحيث لا تكون متحدة. وأوضح أن استمرار الإرهابيين طرفا له دور متفق عليه بين موسكو وواشنطن وطهران، لا علاقة له بما يجري في حلب أو حمص أو تدمر أو الموصل والرقة، هذه تفاصيل، فنحن الآن وكأننا نعود إلى مطلع القرن، إلى سايكس-بيكو، ومحاولات العرب خلق كيان حر مستقل لهم في الهلال الخصيب والحجاز، في ظل سيناريو عاش نصف قرن حتى كان الغزو الأمريكي العسكري للعراق، وحتى انفجر ما يسمى بـ«الربيع العربي».