828510941حلب قاسم سلمان
828510941حلب قاسم سلمان
-A +A
«عكاظ» (جدة)
في مثل هذه الأيام، أصابت الفصائل المسلحة قائد ميليشيا «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في جبهة بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي. الإصابة بالغة الخطورة التي طالت «الجمجمة» دخل على أثرها القاتل غرفة الإنعاش لفترة طويلة، لترتاح الفلوجة والأنبار وكل جبهات سورية من إطلالات السفاح.

بعد عام من هذه الحادثة، يختار قاسم سليماني التوقيت ذاته ليعود متجولا في أحياء حلب الشرقية، ليعبر «الغازي» بميليشياته الطائفية عن الحقد الدفين في قلوب رموز النظام الإيراني، الذين يرون في حلب معركتهم المصيرية.


صورة المجرم سليماني أمام قلعة حلب التاريخية، لم تكن لتمر دون استدعاء التاريخ الأسود للفرس إذ تقول الرويات التاريخية إن علاقة الفرس بقلعة حلب كان يحكمها العقل التدميري، فطالما دارت على أعتاب هذه القلعة حروب بين الفرس وبيزنطة ، وفي كل مرة يدخل الفرس مدينة حلب ينتقمون من هذه القلعة بالتدمير والتخريب، لتعود بيزنطة بعد تغير موازين القوى إلى إصلاح وترميم هذه القلعة الشامخة.

صورة استفزازية بكل ما تعنيه الكلمة، تعكس طبيعة العقل الإيراني في سورية، بل وفي كل المناطق العربية، فهذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها سليماني مدينة سنية عربية على وقع الدم والدمار، بل حدث ذلك في الفلوجة حين أشرف «سيئ الصيت» على عمليات الموت والتشريد والانتهاك بحق العراقيين في الفلوجة والأنبار، وتكررت الصورة في الموصل، بينما تنتهك ميليشيات «الحشد الشعبي» ومرتزقة إيران كل القوانين الإنسانية لتعكس أبعاد التفكير الإيراني.

أينما تحط قدم هذا الرجل يحط الموت والدمار، مستمتعا بلون الدم السوري وبجدران مدينة تاريخية تهاوت بقصف أحدث الطائرات الروسية. لقد جرب الغزاة كل أنواع الموت والتنكيل بلا هوادة.. وكأن القاتل والمقتول ليسا من البشر، فالقاتل تنتابه هواية التفنن بالقتل وربما ترتفع الهواية أكثر بمنظر طفل يُقتل أو امرأة حبلى تُبقر بطنها، هذه الصور والمشاهد ليست من عصر هولاكو، إنها من العصر الحديث الذي يترك القتلة يتجولون في مدن الدمار.. ولطخة الدم تعلو جباههم. لم يكن القتل يوما والدمار طريقا للنصر ولا مدخلا للسيطرة على الشعوب، إنها «هواية وغواية»، وسرعان ما يشرب صاحبها من ذات الكأس، ذلك النصر المزعوم الذي تتشدق به ميليشيات الأسد وخامنئي ما هو إلا وصمة عار على جبينهما وجبين الإنسانية.

ما من غاز، استقر في غزوه، تلك هي دروس التاريخ، فالغزاة عاجلا أو آجلا مصيرهم مزابل التاريخ إلى غير رجعة، وإن مال ميزان القوى اليوم باتجاه القتل الطائفي فهذا لايعني أن الميزان استقر، فالحالة الطبيعية للميزان.. هي الحق بمقدار.. وهنا سيخرج «الدخيل» على أرض سورية من ميزان الحق.