سوري يشاهد حجم الدمار الذي خلفه قصف قوات الأسد على حلب. (أ.ف.ب)
سوري يشاهد حجم الدمار الذي خلفه قصف قوات الأسد على حلب. (أ.ف.ب)
-A +A
«عكاظ» (جدة)
بإشارة متعالية من يده يتوقف الركب الذي يمضي نحو طريق الخروج، حاملا الأمل في نجاة نحو 800 مدني من موت محقق في حلب.. تكاد نبضات قلوبهم تتوقف مع توقف عجلات الحافلات التي تقلهم وما يحملون من بقايا الأهل والوجع.

ترتجف نظراتهم في حيرة بين باب الخروج من المدينة المنكوبة والذي باتوا على بعد خطوات منه.. وبين أصوات الرصاص وألسنة اللهب التي تتصاعد من خلفهم.. ولا يدرون إلى أين سيكون المصير، فحياتهم وموتهم باتا معلقين بكلمة تخرج من بين شفتي ذلك الواقف هناك حاملا سلاحه وجهازه اللاسلكي ومرتديا زيا عسكريا مميزا لا ينتمي لأرضهم بحال من الأحوال. لخمس ساعات كاملة ظلت القافلة التي كانت في طريق الإجلاء عن شرقي حلب، محتجزة كرهينة بين يدي الجنرال الإيراني سيد جواد، للضغط على قوات المعارضة، والحصول على مكاسب جديدة.


فمن هو ذاك الجنرال الذي تحكم في مصير أبناء حلب الشرقية بالرصاص والنار. صحيفة (هافينجتون بوست) رصدت في تقرير متكامل شخصيته الدموية، إذ أشارت إلى أن اسم جواد الأصلي هو العميد أحمد مدني، بحسب «لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب»، التابعة لـ«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، ويلقب بـ «سيد جواد»، ويتولى مهام قيادة الجبهة الشمالية لقوات «الحرس الثوري» الإيراني في سورية، ويقود الميليشيات الشيعية الأجنبية الموالية لنظام بشار في حلب.

وتربط جواد علاقة وثيقة بقاسم سليماني قائد فيلق القدس،

إذ شوهد جواد برفقة سليماني يتفقدان مقتل 14 مدنيا خلال احتجاز الرهائن الـ800، بحسب وسائل إعلام في 16 ديسمبر الجاري.

ومنذ ثلاث سنوات يتواجد أكثر من سبعة آلاف عنصر من «حزب الله» اللبناني، وحركة «النجباء» العراقية، وكتيبة «الفاطميون» الأفغانية، وكتيبة «الزينبيون» الباكستانية، يمارسون تنكيلا شديدا ضد السكان في حلب، تحت قيادة «جواد».

ولـ«جواد» دور كبير في الهجمات الأخيرة على حلب، والتي ارتقت إلى مستوى جرائم الحرب، عند الرأي العام العالمي. وعلى الرغم من إعلان وقف الهجمات بشكل موقت، من أجل السماح للمدنيين بالخروج من المناطق المحاصرة، إلا أن التنظيمات الشيعية الأجنبية الموالية للنظام، والتي تتلقى أوامرها من «جواد» تعرقل عملية إجلائهم.