طوال العقود الماضية لم تكن روسيا لاعبا رئيسا في المنطقة، حتى في حقبة الحرب الباردة كانت طبيعة هذا الدور تقتصر على المواجهة عن بعد للمد الغربي والأمريكي على وجه التحديد، واقتصرت العلاقة الروسية بدول المنطقة على مبيعات السلاح لدول محدود.
انهار الاتحاد السوفييتي في التسعينات ولم نتعرف على طبيعة السياسة الروسية – على الأقل على المستوى الشعبي- وانحصرت هذه السياسة في العلاقات الدولية وسياسة الأحلاف، وباتت صورة روسيا على أنها الدولة المنهارة الطامحة للنهوض بما تبقى من هيبة الاتحاد السوفييتي. وبحكم محدودية الدور الروسي في المنطقة لم تكن هذه الدولة على قائمة الدول المستهدفة على الإطلاق.
مع بداية «الربيع العربي» بدأ يلوح الدور الروسي في ليبيا وسورية واليمن، ونتيجة تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط وفقدان إدارة أوباما التركيز في السيطرة على المتغيرات الجديدة، وجدت روسيا الفرصة سانحة للتوغل أكثر في قضايا المنطقة. وللأسف وقفت روسيا بقوة مع النظام الديكتاتورية حتى النهاية، وتشوهت الصورة الروسية في سورية عبر ما جرى من مجازر واعتراضها في أكثر من مرة في مجلس الأمن على إدانة الأسد، و جاءت حلب لتتحول إلى رمزية عالمية تظهر طبيعة السياسة الروسية في المنطقة.
استخدم الروس، مبدأ القوة في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وزجت بأحدث الطائرات في سورية، ولعل ضعف التجربة الروسية في المنطقة قادها إلى هذا الأسلوب الذي يعود إلى ما قبل حركات التحرر الوطني – أي في الحقبة الاستعمارية-.
على أية حال، لا يمكن في كل الأحوال فصل عملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة عن ما يجري في سورية على المستوى الأيديولوجي الرافض للتدخل الروسي، خصوصا وأن القاتل لم يكن سوريا ولم يخف دوافع.. وهذا ربما يكون بداية الثمن للسياسة الروسية.
أما المزاج التركي والروسي، بحسب العديد من المحللين، فلا يبدو أنه يتجه نحو الصدام، خصوصا أن عملية الاغتيال بدت تستهدف ضرب هذه العلاقات في ذروة التنسيق، لا سيما وأن التنسيق أخذ طابعا إستراتيجيا في مواجهة نفوذ الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
وبالنظر إلى دوافع الاغتيال، وخلفية القاتل الذي تبدو أنها ذو نزعة متطرفة، فإن كل المؤشرات تقود الطرفين إلى رفع مستوى التنسيق الأمني، خصوصا أن التحديات الأمنية والسياسية للدور الروسي في المنطقة ستمر عبر البوابة التركية. زد على ذلك تقاطع المصالح التركية الروسية في نقطة الضغوط الأمريكية الأوروبية المتشابهة على كل من روسيا وتركيا، يجعل منهما أكثر إصرارا على تثبيت هذه الثنائية.
انهار الاتحاد السوفييتي في التسعينات ولم نتعرف على طبيعة السياسة الروسية – على الأقل على المستوى الشعبي- وانحصرت هذه السياسة في العلاقات الدولية وسياسة الأحلاف، وباتت صورة روسيا على أنها الدولة المنهارة الطامحة للنهوض بما تبقى من هيبة الاتحاد السوفييتي. وبحكم محدودية الدور الروسي في المنطقة لم تكن هذه الدولة على قائمة الدول المستهدفة على الإطلاق.
مع بداية «الربيع العربي» بدأ يلوح الدور الروسي في ليبيا وسورية واليمن، ونتيجة تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط وفقدان إدارة أوباما التركيز في السيطرة على المتغيرات الجديدة، وجدت روسيا الفرصة سانحة للتوغل أكثر في قضايا المنطقة. وللأسف وقفت روسيا بقوة مع النظام الديكتاتورية حتى النهاية، وتشوهت الصورة الروسية في سورية عبر ما جرى من مجازر واعتراضها في أكثر من مرة في مجلس الأمن على إدانة الأسد، و جاءت حلب لتتحول إلى رمزية عالمية تظهر طبيعة السياسة الروسية في المنطقة.
استخدم الروس، مبدأ القوة في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وزجت بأحدث الطائرات في سورية، ولعل ضعف التجربة الروسية في المنطقة قادها إلى هذا الأسلوب الذي يعود إلى ما قبل حركات التحرر الوطني – أي في الحقبة الاستعمارية-.
على أية حال، لا يمكن في كل الأحوال فصل عملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة عن ما يجري في سورية على المستوى الأيديولوجي الرافض للتدخل الروسي، خصوصا وأن القاتل لم يكن سوريا ولم يخف دوافع.. وهذا ربما يكون بداية الثمن للسياسة الروسية.
أما المزاج التركي والروسي، بحسب العديد من المحللين، فلا يبدو أنه يتجه نحو الصدام، خصوصا أن عملية الاغتيال بدت تستهدف ضرب هذه العلاقات في ذروة التنسيق، لا سيما وأن التنسيق أخذ طابعا إستراتيجيا في مواجهة نفوذ الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
وبالنظر إلى دوافع الاغتيال، وخلفية القاتل الذي تبدو أنها ذو نزعة متطرفة، فإن كل المؤشرات تقود الطرفين إلى رفع مستوى التنسيق الأمني، خصوصا أن التحديات الأمنية والسياسية للدور الروسي في المنطقة ستمر عبر البوابة التركية. زد على ذلك تقاطع المصالح التركية الروسية في نقطة الضغوط الأمريكية الأوروبية المتشابهة على كل من روسيا وتركيا، يجعل منهما أكثر إصرارا على تثبيت هذه الثنائية.