-A +A
«عكاظ» (عمّان)
العالم يخذل أعرق مدينة في التاريخ.. تركها العالم للغزاة الفرس وعملائهم الطائفيين , يستبيحون كل ما فيها لتكون نقطة إنطلاق لمشروعهم الطائفي الإرهابي المصدَّر إلى المنطقة.

سقطت حلب في الأيام الأخيرة من عام 2016 وتناسى العالم أنها كانت ثالث مدينة بعد إسطنبول، والقاهرة، يوما ما. وتجاهل الكبار أهميتها التاريخية، فقد غزاها المغول أكثر من ثلاث مرات، وتعرضت تحت قيادة هولاكو إلى مذبحة وحشية، وعاثوا فيها فسادا وتدميرا في الجوامع والأسواق


حلب حوصرت مرتين أثناء الحروب الصليبية عامي 1098 و 1124م إلا أن الجيوش الصليبية لم تتمكن من احتلالها لمناعة تحصينها.

والتحقت حلب بموجة الاحتجاجات ضد نظام بشار في وقت متأخر، مقارنة ببقية المدن

فبعد فشل قوات النظام في ردع القوات التي يمثلها الجيش السوري الحر، شن النظام قصفا وحشيا خلال سبتمبر من العام نفسه. وأصبحت حلب مقسمة إلى جزءين: النظام السوري في الجزء الغربي، والمعارضة في الجزء الشرقي.

وشكل القصف الجوي على حلب في اكتوبر الماضي، تاريخا جديدا لمحو المدينة ونقل وتشريد سكانها منها وفق إستراتيجية القصف العشوائي والإرهاب والتدمير.

سقوط حلب فشل ذريع للإنسانية، باقتدار وستنضم حلب إلى القائمة سيئة السمعة من المدن التي أصبحت مرتبطة بالجرائم الجماعية، التي ارتكبت أمام نظر العالم وتحت سمعه مثل سبرينتشا , وغروزني والأنبار والأخطر أن مصدر الإرهاب في المنطقة هو من يسيطر الآن على المدينة المكلومة. إن ما أرتكب من مجازر حلب يمكن تصنيفها جريمة حرب ضد الإنسانية ,والمطلوب محاكمة قيادات النظام السوري والإيراني في محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب.. نتيجة جرائمهم ضد الشعب السوري المناضل من أجل الحرية.. وما بين طفل يبحث عن كفن لوالدته وما بين إرهابي يرقص بالكفن، مشهد سوريالي مخيف، لقد فاض الحقد الطائفي الإرهابي في ملالي قم فأعمى البصيرة فيهم قبل البصر، وماتت القلوب داخلهم، فلم يترددوا عن تبادل أنخاب دماء الأطفال تسفح هكذا؟ وإذا كان العام الحالي هو عام العار العالمي فإن التاريخ لن يرحم الغزاة والمتواطئين والعملاء الفرس الذين أهلكوا الحرث والنسل السوريين.. والنصر قادم لامحالة.