-A +A
«عكاظ» (جدة)
كانت التحسبات الأوروبية الأخيرة من وقوع هجمات إرهابية مع اقتراب السنة الجديدة تستند إلى معطيات استخباراتية تدق ناقوس خطر التنظيم الذي بات في أيامه الأخيرة. وهو يحاول إعادة إنتاج نفسه بنفس الطريقة الإرهابية التي تعتمد على إظهار القوة والقدرة على الفعل. وبعد أن جوبه التنظيم بمنظومة أمنية واستخباراتية متينة انتقل إلى تكتيك آخر وهو عمليات الدهس والطعن في إشارة إلى وجوده.

هذه الطريقة في التفكير الداعشي، سقطت منذ أواسط العام 2016، حين أعلن تقرير أمريكي أمني أن "داعش" بات يخسر من 20 إلى 40 % من الأراضي التي يسيطر عليها في سورية والعراق. ومع إشتداد معركة الموصل وطرد التنظيم من أكثر من ثلثي محافظة نينوى تكون أسطورة هذا التنظيم سقطت كقوة عسكرية فاعلة قادرة على السيطرة من جديد على مساحات جغرافية أخرى.


بالفعل هناك أفول لشر هذا التنظيم، بدت واضحة بشكل كبير في الموصل وسرت والآن في الشمال السوري، إذ يخوض الأتراك معركة حامية مع عناصر التنظيم في منطقة الباب في الريف الشمالي لحلب.

لم يعد التنظيم قادرا على الحركة والتفكير، فقد شلت الضربات المتتالية المنظومة الفكرية وقوضت من إمكانات المبادرة العسكرية، وتحول إلى مجرد كيان يسعى للحياة فقط، بل بات يعيش حالة سريرية. لقد أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعىي انحسارا ملحوظا للتنظيم في الموصل، وبيّنت أن المدينة لم تعد ترتبط بين شطريها إلا عبر جسر واحد، وهو الجسر القديم، بعد أن دمّر طيران التحالف الدولي الجسور الأربعة المقامة على نهر دجلة. الصور التي حصلت عليها الديلي بيست تشير إلى أن التنظيم بات يجد صعوبة في الحصول على ساحات للمعركة حول الموصل؛ وذلك بفضل الضربات الجوية التي ينفّذها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك الأمر في ليبيا وسورية وبقية المناطق التي ينتشر فيها. إن عدد المناطق الضخم الذي خسره التنظيم في العام 2016 وما يخسره الآن يدل على بداية النهاية للإرهاب، وربما سيكون العام 2017 عام إغلاق صفحة الدواعش إلى الأبد، خصوصا إذا تمت تسويات سياسية في سورية والعراق على أن يكون خارج هذه التسويات كل من هو يؤجج الإرهاب والطائفية، حينها لن تجد داعش أرضا خصبة تعيش فيها.