نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين أمام موجة جديدة من الإرهاب الدولي، إرهاب يتحول في كل يوم من طريقة إلى أخرى، يتأقلم مع المعطيات الأمنية ويتجاوز ذكاء التكنولوجيا الأمنية؛ على عكس الإرهاب التقليدي الذي ساد في العقد الماضي والذي يعتمد على منظومة مترابطة تقوم على التخطيط والتمويل؛ الأمر الذي يتطلب مسارا زمنيا معقدا. بينما اليوم لا تحتاج أية عملية إرهابية سوى القرار على ارتكاب الجريمة، ومن هنا يمكن تفسير ظاهرة الانتشار المرعبة للعمليات الإرهابية.
ما حدث في إسطنبول في مطعم «أرتاكوي» وقبلها ببرلين ونيس، يكشف أن الإرهاب اليوم يتخذ أشكالا بسيطة غير معقدة تعتمد على الذات بغض النظر عن ضرورة الانتماء للتنظيم، فأي شخص اليوم يمكنه ارتكاب عملية إرهابية ومجزرة تهز الوجدان كما حدث في إسطنبول قبل يومين بأدوات سهلة يمكن أن تكون في مقهى أو مدرسة أو شارع؛ لا يهم لدى الجاني المكان؛ ما يهم فقط تنفيذ الجريمة.
هذا النوع من العمليات يجب التوقف عنده، نظرا لخطورته من حيث التنفيذ والسرعة؛ فالاعتماد على النظرية الكلاسيكية محاربة الإرهاب فكريا أولا وأمنيا ثانيا لم تعد مجدية؛ بعد أن فقدت العملية الإرهابية مبرراتها الأيديولوجية «العقائدية»، وإلا ما معنى تنفيذ عملية قتل بحق مدنيين في مطعم!.. أو عملية دهس لمجموعة في برلين ونيس، قتل فيها مسلمون!؟ إن أحد أهم الأساليب التي يجب تبنيها لمواجهة مثل هذه العمليات الإرهابية، هي إعادة البناء المجتمعي، بحيث يكون المجتمع هو الحارس الأمني، ليحرس نفسه بنفسه، وسبب توجه الإرهابيين إلى ضرب المجتمعات، أنها فشلت في اختراق النظام الأمني الرسمي للدول، ولم تعد بفعل التقدم التكنولوجي والاحترازات الأمنية الرسمية الوصول إلى مسؤول حكومي أو مقار رسمية تابعة للدولة. وانتقلت من إستراتيجية استهداف بنية الدولة إلى إستراتيجية استهداف الأمن الجماعي عبر ضرب المجتمعات. وبطبيعة الحال لا يمكن لأية دولة مهما تقدمت في منظومتها الأمنية أن تحمي المجتمع من هذا الوباء المتغلغل في التفاصيل، في المطعم والمقهى والشارع وإلا تحولت المدن إلى محميات عسكرية تعيق الحياة اليومية وتحول المدن إلى سجن كبير.
ما تقدم من الحديث عن بناء مجتمع أمني ليس كافيا بكل تأكيد؛ لكنه يعيق تمدد هذه الحالة الإرهابية، وبشكل مواز لمثل هذه الدفاعات الاجتماعية لا بد من سحق البيئة الحاضنة للتطرف.
ما حدث في إسطنبول في مطعم «أرتاكوي» وقبلها ببرلين ونيس، يكشف أن الإرهاب اليوم يتخذ أشكالا بسيطة غير معقدة تعتمد على الذات بغض النظر عن ضرورة الانتماء للتنظيم، فأي شخص اليوم يمكنه ارتكاب عملية إرهابية ومجزرة تهز الوجدان كما حدث في إسطنبول قبل يومين بأدوات سهلة يمكن أن تكون في مقهى أو مدرسة أو شارع؛ لا يهم لدى الجاني المكان؛ ما يهم فقط تنفيذ الجريمة.
هذا النوع من العمليات يجب التوقف عنده، نظرا لخطورته من حيث التنفيذ والسرعة؛ فالاعتماد على النظرية الكلاسيكية محاربة الإرهاب فكريا أولا وأمنيا ثانيا لم تعد مجدية؛ بعد أن فقدت العملية الإرهابية مبرراتها الأيديولوجية «العقائدية»، وإلا ما معنى تنفيذ عملية قتل بحق مدنيين في مطعم!.. أو عملية دهس لمجموعة في برلين ونيس، قتل فيها مسلمون!؟ إن أحد أهم الأساليب التي يجب تبنيها لمواجهة مثل هذه العمليات الإرهابية، هي إعادة البناء المجتمعي، بحيث يكون المجتمع هو الحارس الأمني، ليحرس نفسه بنفسه، وسبب توجه الإرهابيين إلى ضرب المجتمعات، أنها فشلت في اختراق النظام الأمني الرسمي للدول، ولم تعد بفعل التقدم التكنولوجي والاحترازات الأمنية الرسمية الوصول إلى مسؤول حكومي أو مقار رسمية تابعة للدولة. وانتقلت من إستراتيجية استهداف بنية الدولة إلى إستراتيجية استهداف الأمن الجماعي عبر ضرب المجتمعات. وبطبيعة الحال لا يمكن لأية دولة مهما تقدمت في منظومتها الأمنية أن تحمي المجتمع من هذا الوباء المتغلغل في التفاصيل، في المطعم والمقهى والشارع وإلا تحولت المدن إلى محميات عسكرية تعيق الحياة اليومية وتحول المدن إلى سجن كبير.
ما تقدم من الحديث عن بناء مجتمع أمني ليس كافيا بكل تأكيد؛ لكنه يعيق تمدد هذه الحالة الإرهابية، وبشكل مواز لمثل هذه الدفاعات الاجتماعية لا بد من سحق البيئة الحاضنة للتطرف.