أسرة مغربية تبكي حزنا على وفاة أحد أقاربها في حادثة مطعم ارتاكوي في إسطنبول أخيرا.  (أ. ف. ب)
أسرة مغربية تبكي حزنا على وفاة أحد أقاربها في حادثة مطعم ارتاكوي في إسطنبول أخيرا. (أ. ف. ب)
-A +A
محمد فكري (جدة)
إذا كان من المؤكد أنه لاعصا سحرية أو حلا سريعا لمعضلة الإرهاب، فإن السؤال: لماذا تحولت تركيا إلى هدف يبدو «سهلا» للإرهاب الأسود، خصوصا من «داعش» إذ تواجه أنقرة ما يعتبره مراقبون خطر التعرض لمستوى جديد من التهديد على أراضيها من قبل التنظيم الإرهابي. تركيا ليست وحدها التي تقاتل الإرهاب في سورية والعراق.. فلماذا يستهدفها التنظيم بهذا الكم من العمليات الإجرامية؟ وهل ثمة خلل أمني؟، لاسيما وأن وسائل الإعلام التركية خاضت في نقاش واسع حول هذا الاحتمال. ووفق مصادر تركية، فإن إعلان حالة التأهب القصوى في صفوف الأجهزة الأمنية، واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي طارئ، ونشر الشرطة عناصرها في الليلة الأخيرة في إسطنبول تحديدا متنكرين في زي «بابا نويل» في الأسواق وبين المواطنين، لم يمنع القاتل من ارتكاب جريمته،.. فأين الخلل؟. الباحث السياسي مصطفى الدريني يعتقد أن تنظيم «داعش» قرر بوضوح استهداف تركيا، أولا لأنها قريبة من تقاطعاته ومناطق نفوذه في العراق وسورية، وثانيا لخلط الأوراق وإرباك المشهد الإقليمي برمته. ويعتقد الدريني أن العام 2017 سوف يشهد مواجهة شرسة ضد «داعش» ليس من قبل أنقرة وحدها، بل من المنطقة بأثرها،

ويرى خبراء عسكريون وسياسيون، أن احترافية عملية «أرتاكوي» تنبئ أن تركيا دخلت في معركة «كسر عظم» مع التنظيم الإرهابي الذي أعلن بوضوح تبنيه لمذبحة «أرينا»، مهددا بالمزيد منها، إلا أنه يتعين الأخذ بعين الاعتبار بأن الإرهاب لن يهزم دولة بحجم تركيا طال الزمن أم قصر، لكنه سوف يسبب لها في بعض القلاقل الداخلية، خصوصا ما يتعلق بانعكاساته على النشاط السياحي. ويبقي السؤال هل سيكون العام الجديد هو عام المواجهة والحسم بين تركيا و«داعش»؟.