-A +A
محمد صبح (جدة)
MahamedSobh@

من غير المرجح أن يفضي مؤتمر الأستانة الذي سيعقد في كازاخستان اليوم (الإثنين) إلى نتائج مؤثرة، تؤدي إلى تحول حقيقي على صعيد إنهاء الصراع الدامي في سورية منذ ست سنوات؛ وذلك لوجود تباينات عميقة في مواقف الأطراف المحورية بدائرة المواجهات العسكرية مثل روسيا والنظام السوري وإيران والمعارضة السورية، ناهيك عن الرفض التام الذي تبديه الفصائل العسكرية المصطفة خارج العملية السياسية.


فروسيا لا تزال تعمل تحت سقف مصالحها الإستراتيجية ولا تعمل لصالح إحلال السلام في سورية، وهي تدير الأزمة بعد أن انفردت بفرض الخيار العسكري على الصراع من منطلق تحقيق مصالحها فحسب، وهدف روسيا من مؤتمر أستانة يتمثل في خلق دور مهيمن على صناعة القرار الدولي يُمَكِّنها من فرض رؤيتها على العالم.

وفي مقابل ذلك، لا توجد أي دلائل تشير إلى تحلي روسيا بمعايير أخلاقية تدفعها إلى النظر في معاناة السوريين، فبعد أن استنفدت إمكانات الخيار العسكري في الأزمة، أو ما يبدو أنها اكتفت منه بمعطيات ما تكرس من هزيمة المعارضة السورية وخروجها من حلب، لجأت إلى تجريب الخيار السياسي بتنظيم مؤتمر الأستانة في إصرار على استكمال إنجازات الاختراق الإستراتيجي للمنطقة على حساب الدور الأمريكي.

وإذا كانت هذه هي نوعية النتائج المحتملة من روسيا، فإنها لا تختلف كثيرا عما يمكن أن يتولد من مواقف النظام السوري وإيران، اللذين يعولان على الخيار العسكري في حسم الأزمة ولا يؤمنان بجدوى الحل السياسي.

وفي المحصلة، تبدو الفرص التي سيتيحها مؤتمر الأستانة لحل الأزمة محدودة، ولا يُتوقع أن تضع نهاية لويلات الحرب، ولا يعدو المؤتمر بالنظر إلى أهدافه المتواضعة أن يكون لقاء فرقاء تحكمهم مصالح متناقضة، وليسوا على استعداد لتقديم تنازلات تحقق السلام في سورية.