شتاينماير
شتاينماير
-A +A
عهود مكرم (بون)
Makram_Ohoud@

بابتسامة مفعمة بمشاعر الاحترام للجميع، قال فرانك فالتر شتاينماير السياسي الألماني المخضرم: «إنه موافق على تولي منصب رئيس الجمهورية بعد حصوله على 931 صوتا في اجتماع الجمعية العمومية للبرلمان الألماني (البوندستاج) في برلين»، وبذلك يكون شتاينماير الرئيس رقم 12 الذي يتبوأ هذا المنصب المرموق منذ عام 1949. وبذلك يكون البرلمان قد اختار رئيسا قد انتقد ترمب في أكثر من مناسبة.


وشتاينماير ذو الخبرة التراكمية في الملفات السياسية، تدرج في عمله كرجل قانون في مدينة هانوفر ثم وزيرا للدولة بالمستشارية الألمانية إبان حكم المستشار الألماني السابق جرهارد شرودر، ثم وزيرا للخارجية لمرتين مما أتاح له الفرصة أن يشغل مناصب حساسة في برلين من عام 1999 إلى اليوم.

شتاينماير الذي يتمتع بهدوئه وتفاهمه وثراء معلوماته، لم يكن في يوم من الأيام نجما سياسيا لامعاً، لكنه بشخصيته الوقورة، كسب القلوب وخطف الأصوات من المرشحين الثلاثة الآخرين لمنصب الرئيس، كما حاز على أصوات الاتحاد المسيحي الديموقراطي وصوت المستشار أنجيلا ميركل الزعيمة الحديدة.

وعلى الصعيد الخارجي، لدى شتاينماير معرفة بالعالم العربي، إذ زار السعودية مرات عدة، مما ثبت العلاقات الألمانية السعودية بشكل واضح، وشتاينماير صاحب مقولة إن «المملكة شريك مهم لألمانيا والملفات عديدة لإمكانيات التعاون»، وتعتبر جولاته الخارجية إلى عواصم إسلامية من أهم ما يميز شتاينماير عن الرؤساء الألمان السابقين، وهو أيضاً شخص متسامح ومعروف عنه المناداة بالحوار بين طبقات الشعب الألماني وبين الأديان.

وعلى الصعيد الإنساني، تبرع شتاينماير لزوجته المريضة بكلية في أغسطس عام 2010 وكان يشغل وقتها منصب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديموقراطي، وبات هذا التاريخ يحمل شعار التبرع بالأعضاء للمرضى.

واتسمت الكلمة القصيرة التي ألقاها الرئيس الألماني المنتخب شتاينماير بمشاعر الامتنان الشديد لكل من أعطى صوته له وكل من امتنع عن التصويت له، وشدد على أهمية الشجاعة في التعامل مع التحديات التي تواجه ألمانيا والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن الديموقراطية هي السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل.

ويفتح فوز شتاينماير الذي يتسلم مهام منصبه رسميا في 18 مارس القادم، صفحة جديدة لمهمة رئيس الجمهورية BALVOE، للعب دور التوازن في أورويا التي ستشهد عواصف انتخابية في السنة الحالية قد تغير جلد الاتحاد الأوروربي.