-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

التهديد بالقضاء على إسرائيل ومحوها من الوجود ليس بالجديد على النظام الإيراني، فهذه المعزوفة ارتبطت بهذا النظام منذ سطو الخميني على الثورة الإيرانية ومن ثم سطوته والملالي الذين معه على مقدرات الحكم والشعب الإيراني.


التصريحات الإيرانية حول إبادة إسرائيل تكاد تكون سلسلة تبدأ ولا تنتهي كظاهرة صوتية لا أكثر فالخميني قال «إسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها»، ثم أضاف الرئيس السابق أحمدي نجاد وفي العام 2008: «يجب محو إسرائيل من على الخريطة» وفي العام 2013 زاد نائب القائد العام للجيش الإيراني محمد إشتياني: «إيران ستمحو إسرائيل من على وجه الكون» لنصل إلى العام 2017 فيخرج قيادي من الحرس الثوري ليقول «سنمحوا إسرائيل عن الخريطة خلال سبع دقائق وثلاثين ثانية».

على خلفية ذلك فإن هذه التهديدات لا أهمية لها، وبات الجميع قريبا أو بعيدا يدرك أنها تهديدات جوفاء لا قيمة لها.، ولا تستند لأي منطق عسكري كان أو سياسيا وبالتالي السؤال الذي يفرض نفسه يقول: لماذا تطلق إيران هذه التهديدات وهي تدرك أن لاأحد يصدقها في العالم. الوصول إلى إجابة عن هذا التساؤل ليس بالصعب أو المستحيل، لا بل هو واضح وضوح الشمس في لحظة شروقها. فالمتتبع لهذه التهديدات من فترة الخميني إلى فترة خامنئي يدرك أن كل هذه التهديدات جاءت مواكبة لأزمات وخلافات داخلية يعيشها نظام الملالي أزمات تهدد تماسكه وتهدد سطوة الزمرة الحاكمة في استمرار حكمها.

إن التهديد الجديد وربطه بمدة زمنية هي سبع دقائق ونصف، ليس نكتة تستجلب الضحك رغم إيحاءاتها الخارجية بذلك بقدر ما هي توقيت دقيق لعمق الأزمة الداخلية التي تعيشها إيران حاليا والتي باتت على ألسنة قياداتها فها هو حسن روحاني يخاطب إحدى اللجان المشرفة على الانتخابات محذرا: كل أسلحتنا لن تنفعنا إذا اشتعلت الحرب الأهلية في الداخل.ارتكاب المعاصي بالنسبة للنظام الإيراني ليس وليد الساعة كما يقول روحاني، بل هو وليد سنوات وسنوات وليد زمرة قادها الخميني لتسطو على قرار الشعب كما قادها الخامنئي في السطو على قرار الشعب نفس الشعب بعد الثورة الخضراء عبر سرقة أصواته الانتخابية. ارتكاب المعاصي ينذر بالهلاك هكذا تقول الشرائع، وهكذا يسير التاريخ عند صناعة المستقبل.. سبع دقائق ونصف هي الحكاية حكاية النهاية ولكن لمن؟.