-A +A
«عكاظ» (جدة)
@OKAZ_online

ما يحدث في مدينة منبج ضرب من الجنون على الأرض السورية، حيث أصبحت، محطة نزاع دولي بارزة، في ظل انتشار القوات المحلية والدولية حول هذه المدينة الصغيرة.


وخلال اليومين الماضيين، وجدت هذه المدينة نفسها محاطة بقوات تفوق التصور العسكري، فمن الناحية الشمالية تنتشر قوات الجيش التركي في إطار «درع الفرات» مع مقاتلي الجيش السوري الحر، في مسعى إلى كبح جماح ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية وعدم منحهم السيطرة الكاملة على هذه المدينة والقرى المحيطة بها.

أما قوات النظام السوري وحليفتها الإيرانية، فتنتشر بدورها جنوب المدينة، مدعومة بالقوات الروسية، فضلا عن الطيران. ومراهنة في الوقت ذاته على استعادة المزيد من الأراضي في الشمال، وهي تستذكر معركة حلب نهاية العام الماضي التي أصبحت بيد قوات النظام والميليشيات الطائفية الإيرانية بتغطية سلاح الجو الروسي.

وسط هذه الصورة العسكرية المعقدة في الشمال السوري، ما زال مقاتلو تنظيم «داعش» يواصلون القتال بعد هزيمتهم المرة في الباب، من جهة الجنوب الشرقي لمنبج، متسببين بأزمة إنسانية للآلاف من السكان الذين يكابدون ظروفا صعبة جراء حالة الطقس الباردة، فيما تغيب كل المنظمات الدولية لإغاثة المدنيين. وتبدو قوات الأكراد ومعها حلفاؤها العرب، هم الطرف الأكثر ارتياحا في هذه المدينة، خصوصا وأنهم مدعومون من الولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن هذا الدعم يصيب أنقرة بالجنون التي هدد وزير دفاعها فكري إشفيق الأسبوع الماضي باقتحام المدينة وفتح النار على الأكراد. لكن عامل التوازن المفروض على تركيا يمنعها من اتخاذ قرارات أحادية الجانب حيال الوضع في منبج، خصوصا وأن الروس والأمريكان لهم وجود ملموس في محيط هذه المنطقة، وبالتالي اتخاذ أي قرار يجب أن يكون بالتشاور مع هاتين القوتين على الأقل. ولكن قد تقدم تركيا على خطوات جريئة بإشعال الحرب على الأكراد في هذه المدينة.

وسيطرت «قوات سورية الديموقراطية» على مدينة منبج، التي تبعد نحو 30 كلم عن الحدود السورية التركية، في أغسطس 2016 بدعم من مستشارين عسكريين أمريكيين وبإسناد جوي من التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن ضد المتشددين.