عراقيون نازحون من جنوب المدينة أمس.  (أ. ف. ب)
عراقيون نازحون من جنوب المدينة أمس. (أ. ف. ب)
عراقيون يتلقون مساعدات غذائية في مركز للاجئين خارج الموصل أمس.  (رويترز)
عراقيون يتلقون مساعدات غذائية في مركز للاجئين خارج الموصل أمس. (رويترز)
عراقي يحمل والدته هارباً من جحيم المعارك في الموصل
عراقي يحمل والدته هارباً من جحيم المعارك في الموصل
-A +A
«عكاظ» (بغداد)
OKAZ_online@

مع تقهقر «داعش» واقترابه من الهزيمة في الموصل، وبسبب الحصار المفروض على المدينة لتحريرها، فضلا عن قيام ميليشيات «الحشد الشعبي» بعمليات تطهير عرقي، يبدو الوضع الإنساني لسكان نصفها الغربي على شفا الانهيار بعد قطع خطوط إمدادهم بالمستلزمات الحياتية الأساسية بالتزامن مع توقف المشاريع الخدمية عن العمل بشكل تام. المشهد في الموصل يتركز في النزوح والقهر وسبي النساء والمآسي والبكاء.


ما يجري في الموصل يهدد بكارثة إنسانية تفوق كارثة الفلوجة، حيث بات الخوف من الحياة يفوق الخوف من الموت، بسبب الأوضاع الإنسانية السائدة هناك، الأمر الذي دفع بعض الأصوات لتطالب باعتبار الموصل مدينة منكوبة، وهو ما دعت إليه النائبة العراقية عن محافظة نينوى انتصار الجبوري، التي طالبت أعضاء البرلمان بالتصويت على جعل الموصل مدينة منكوبة وإنصاف أهلها من الظلم والحيف الذي وقع عليهم.

وذكرت الجبوري في مؤتمر صحفي، أن ما تعرض له أهالي الموصل خلال العامين ونصف الماضية من تدمير وقتل ونزوح وسبي للنساء على أيدي زمرة «داعش» الإرهابية، يفوق الوصف ويعتبر من أقذر الجرائم ضد الإنسانية، لافتة إلى أن الخطر والخوف ونقص المستلزمات وقلة الحيلة، دفع أهالي الموصل إلى دفن موتاهم في حدائق وممرات منازلهم، وكذلك يقبع آخرون تحت أنقاض المنازل التي هدمت فوقهم.

وبينت أنه لم يبق أحد من أهالي نينوى إلا ونال نصيبه من هذا العناء، مشيرة إلى أن «داعش» أوغل في قصف المناطق المحررة واستهداف المدنيين حتى قتل المئات في منازلهم وجرح الآلاف من النساء والأطفال والرجال والشيوخ.

ونزح أكثر من 45 ألف شخص منذ بدء الهجوم الذي تنفذه القوات العراقية لاستعادة الجانب الغربي من الموصل من قبضة تنظيم داعش، حسبما ذكرت منظمة الهجرة الدولية.

وقبل ثلاثة أسابيع، وصل أكثر من 17 ألف نازح من غرب الموصل، كما وصل أكثر من 13 ألفا مطلع الشهر الجاري، وفقا للمنظمة.

وفيما كانت الأمم المتحدة تخشى حركة نزوح كثيفة لمليون عراقي من المدينة، قدرت منظمة الهجرة الدولية عدد النازحين هربا من المعارك بنحو 200 ألف شخص، غير أن عشرات آلاف النازحين عادوا إلى منازلهم شرقي المدينة.