مقاتلة من قوات «سورية الديموقراطية» تحتضن زميلتها في أحد المعسكرات التدريبية قرب الرقة. (أ.ف.ب)
مقاتلة من قوات «سورية الديموقراطية» تحتضن زميلتها في أحد المعسكرات التدريبية قرب الرقة. (أ.ف.ب)
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول)
GhadawiAbdullah@

الخلاصة النهائية للضربة الأمريكية، أن ثمة حسابا وعقابا ضد نظام الأسد على كل جريمة من هذا النوع البشع التي وقعت في خان شيخون، وأن أمريكا اليوم ليست أمريكا الأمس، وربما الحساب ليس بالقدر الذي ينتظره الكثير من السوريين والعالم، إلا أنه القدر الكافي من الناحية الأمريكية. لتثبيت قاعدة أن كل جريمة سيتم محاسبة مرتكبها، لكن هناك جرائم عاجلة وأيضا آجلة.. وهي رسالة للأسد وكذلك لإيران التي لا تقل إجراما عنه.


فكرة الحساب والعقاب، هي ذاتها فكرة أمريكا ضابط الإيقاع العالمي، وهي أيضا ذاتها فكرة لا غنى عن أمريكا التي طرحتها وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت. لكنها نتيجة حالة التحول الأمريكي من إدارة إلى أخرى، جرى هناك حالة من التنويم لأمريكا التي نعرفها على مدار الـ 68 سنة ماضية، ما أدى إلى تنامي قوى الشر من داعش إلى وحشية نظام الأسد، إلى ظهور الثعابين الإيرانية المتمثلة بالميليشيات في سورية والعراق واليمن ولبنان.

ما حدث في سورية ليس بالفعل اللازم لقائمة النظام الطويلة من الإجرام، لكن من الناحية الواقعية، رد فعل محدد على فعل محدد لتأدية غرض محدد وهو تحديد المربعات المسموح أن يتحرك داخلها النظام وحلفاؤه، وبالفعل ستحقق في الأيام القادمة الضربة نتائجها بكل اقتدار. لاسيما وأن حلفاء الأسد لم تتجاوز ردود أفعالهم سوى الصراخ.

عشية الهجوم الكيماوي على خان شيخون كان هناك تصريح لافت للرئيس ترمب كان من مؤشرات الضربة على النظام، حين قال «إن ما جرى نتيجة لسياسة الرئيس السابق أوباما»؛ وكان يريد القول من خلال هذا التصريح أن حدود الدور الأمريكي الآن في المستنقع السوري هو التأديب عن بعد من خلال صواريخ «التوما هوك»، أما التوغل في الأزمة السورية قد فات أوانه.

أما النظام السوري الآن فهو في مستوى لعب جديد عالي المستوى من الناحية العسكرية، خصوصا أن اللعب الآن مع الكبار، لكن هل يكف عن سياسة الجريمة المنظمة بحق المدنيين؟.

بعد الضربة بيوم واحد، اتجه النظام للمشاكسة، على مبدأ الضربة لن «تغيرني»، وأغارت الطائرات على إدلب وضربت الفوسفور على ريف حماة، لإيصال رسالة أن مفعول الضربة انتهى، وأنه مستعد لاستئناف القتل ولو بدرجة أقل. وربما سيصعد الأسد في الأيام القادمة في أكثر من مكان، لكنه لن يجرؤ على الإطلاق استخدام الكيماوي.كما أن النظام الآن يحاول القفز على آثار الضربة، بإظهار أنه في مواجهة أمريكا وأن الحرب باتت على مستويات دولية، وستعمل الآلة الإعلامية على التطبيل وفق هذا التصور، لكن في كل الأحوال بات الأسد مهزوزا وهو يتلقى الضربات من أمريكا وإسرائيل ومن كل حدب وصوب.. فلا أحد يمكنه تصور.. ماذا يحكم الأسد بعد ذلك!؟