أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الميليشيات الانقلابية "قمعت كل وسائل الإعلام بعد الانقلاب، مكونة لها آلة إعلامية تديرها استراتيجية واحدة تمتد من طهران والضاحية الجنوبية في لبنان، مدعومة من شبكات أخرى تابعة لإيران". جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة نظمها معهد العالم العربي في باريس بمشاركة عدد من الشخصيات المهمة وكبار المسؤولين. وقال الوزير الإرياني: إن الميليشيات قمعت كل وسائل الإعلام اليمنية بعد الانقلاب، قبل أن تتمكن الشرعية من إعادة تفعيل دوره بإسناد من التحالف العربي حيث كانت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- سباقة في دعم الإعلام الرسمي والأهلي في اليمن، وفتحت حدودها للصحفيين والإعلاميين المطاردين من قبل الميليشيات الحوثية. وتطرق الوزير الإرياني إلى تسلسل الأحداث التي شهدها اليمن منذ 2011 والمبادرة الخليجية والانتخابات الرئاسية الديمقراطية التي أدت إلى فوز الرئيس عبدربه منصور رئيسًا للجمهورية، وما قام به من دور محوري من خلال الحوار الوطني، في سبيل المشروع الوطني الذي يحمله، لبناء يمن اتحادي جديد يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة ومنظومة الحكم الرشيد وبناء صرح دولة النظام و القانون. وأشاد الوزير بالدور المهم للمملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في التسوية السياسية ومنع اليمن من الانهيار حينها، قبل أن تقدم ميليشيا الحوثي على تفجير أنابيب النفط وقطع الكهرباء واحتلال المعسكرات وإسقاط المدن، مشيرًا إلى حرص فخامة الرئيس هادي آنذاك على تجنيب البلد الانزلاق نحو الحرب الأهلية، وتوقيع اتفاقية السلم والشراكة برعاية أممية، إلا أن ميليشياتهم استكملت اجتياحها للعاصمة صنعاء، ومحاصرة التلفزيون الرسمي ومهاجمته بمختلف أنواع الأسلحة واحتلاله في 21 سبتمبر 2014م، كما قامت الميليشيات بمحاصرة منزل الرئيس الشرعي ورئيس وأعضاء الحكومة اليمنية واحتلال المؤسسات المدنية والعسكرية. وقال إن الانقلاب أغلق المؤسسات الصحفية والإعلامية الأهلية والحزبية، والقنوات والإذاعات المستقلة وملاحقة الصحفيين والمراسلين والمصورين، الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب ووصل الأمر إلى الاغتيالات وقنص عدد من الصحفيين، كما سيطرت ميليشيا الانقلاب على الإعلام الرسمي وربطه إداريًا بالتنظيم الحوثي، وفرض خطاب أحادي شمولي بنزعة طائفية، واستخدمه كإعلام حربي.