-A +A
«عكاظ» (عمّان)
OKAZ_online@

الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي يرقصان على حافة الهاوية، ويضعان العالم على عتبات حرب عالمية ثالثة.. هذا باختصار هو الموقف الراهن بين القوتين النوويتين.


التهديدات المتبادلة بين واشنطن وبيونغ يانغ جعلت العالم يحبس أنفاسه وتتسمر أنظاره صوب شبه الجزيرة الكورية، ولا أحد يدري أين ستتجه التطورات وأية مفاجآت ستقع، ولا كيف لأي شرارة أن تحدث حريقا عالميا، ولا أحد يعرف كيف سيتصرف كيم أون، كما لا أحد يعرف من يحرك رئيس الدولة الأعظم.

هذه المرة يبدو رجل البيت الأبيض مختلفا، فخلال أيام ضرب قاعدة عسكرية لنظام الأسد، واستخدم أكبر قنبلة غير نووية في أفغانستان، وهو يحشد الآن الصواريخ المجنحة وحاملات الطائرات والمدمرات حول كوريا الشمالية، معلنا أنه سيتصرف منفردا.

كيف سيتصرف الآن، خصوصا أنه لم تبق في جعبة العقوبات ما يمكن استلاله، ولم يبق سوى العمل العسكري الذي قد يشعل ذلك الجزء من العالم، ولأن الخصم على الجبهة المقابلة يملك ترسانة نووية ما توقف يوما عن التهديد باستخدامها، فليس مستبعدا أن ينزلق الجميع إلى سيناريوهات جنونية، حتى وإن لم يردها أي منهم أو يسعى إليها.

خبراء الحروب ومنذ أن انطلقت التهديدات بين البلدين سارعوا إلى تقييم الموقف، وأكدوا أن أمريكا لا تستطيع الإقدام على أي خطوة عسكرية ضد كوريا إلا بتدميرها ترسانتها من الصواريخ، وهو شيء في منتهى الصعوبة لحفظ تلك الترسانة في كهوف ومناطق يتعسر الوصول لها.

وأكدوا أن الردع سيظل متبادلا على مستوى التصريحات، دون أن يتجاوز تلك المرحلة إلى ما بعدها، لافتين إلى أن كوريا الشمالية لا تستطيع تنفيذ تهديدها لأمريكا بشكل استباقي، لأنها ستكون قد وصلت لمرحلة الجنون، وستلقى التدميرالكامل على يد القوات الأمريكية. ويعتقد هؤلاء أن التهديدات لا تزيد على كونها مناوشات كلامية، بدليل أنها متبادلة منذ أكثر من 10 سنوات، دون أي خطوة متقدمة.