يمني يبيع ملابس عسكرية في أحد أسواق صنعاء أمس الأول. (أ.ف.ب)
يمني يبيع ملابس عسكرية في أحد أسواق صنعاء أمس الأول. (أ.ف.ب)
-A +A
مريم الصغير (الرياض)
okaz_online@

تتصاعد وتيرة الصراعات بين قطبي الانقلاب في صنعاء يوما بعد يوم، في صور متعددة، منها الحرب الإعلامية واتهام جانب للآخر بالتآمر والخيانة، ويخطط أحدهما للوقت المناسب للانقضاض على الآخر بعد نجاح التحالف العربي والجيش اليمني في استعادة المحافظات اليمنية مما أفقدهم كل ما نسجوه من حلم الاستمرار في السلطة، رغما عن الشعب. وجسد هجوم ميليشيا الحوثي على إحدى الإذاعات التي تتبع المخلوع صالح في صنعاء (الخميس) الماضي الخطة التي يقوم بتنفيذها زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي التي أوعز خلالها إلى مشرفي ما يسمى باللجان الشعبية الذين هم ممن ينتمون إلى أسرة الحوثي، في مصادرة وكتم أي صوت يعود للمخلوع صالح بهدف إقصائه بشكل كامل عن المشهد اليمني. وأوضحت مصادر إعلامية، أن مسلحي الحوثي قاموا بتغيير الخطة البرامجية للإذاعة ‏واستبدالها بشعارات خاصة بالميليشيات، مؤكدة أن الحادثة تأتي في إطار تصاعد الخلاف بين حليفي ‏الانقلاب وبوادر انقلاب للجماعة ضد صالح.‏ ومنذ الانقلاب على الشرعية ودخول ميليشيا الحوثي صنعاء كثفت تلك الميليشيات من حضورها الإعلامي، عبر الموجات الإذاعية، نظرا لقدرتها على الانتشار والتوسع في نطاق جغرافي كبير وبتكلفة أقل، ساعدها في ذلك طبيعة الريف اليمنية، إذ تنتشر الإذاعة بشكل كبير، ويعدها اليمنيون أهم وسائل الإعلام.


وكان الإعلام قد شكل بوسائله المتعددة ذراعا طولية اتكأ عليها المخلوع صالح غير أنه حاليا وجد كل المؤسسات التي بناها على أسس الولاء له ولنظامه أصبح ولاؤها للميليشيات وتوالي السلطة الأقوى في المساحة الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.

وأوضحت المصادر الإعلامية في الداخل اليمني أن الآلة الإعلامية الضخمة التي شيدها المخلوع لخدمة نظامه تحولت اليوم إلى سلاح تم تصويبه إلى صدر المخلوع وحزبه وبقايا نظامه ومساعديه، إذ سيطرت الميليشيات الحوثية الانقلابية على مؤسسات الإعلام الحكومية كافة، وحولتها للعمل لصالحها بعد أن أطاحت بأتباع المخلوع من قيادة تلك المؤسسات.