إيرانيات يشاركن في عملية تسجيل أصواتهن في الانتخابات الماضية.  (متداول)
إيرانيات يشاركن في عملية تسجيل أصواتهن في الانتخابات الماضية. (متداول)
-A +A
«عكاظ» (عمّان)
OKAZ_online@

التحذير الذي أطلقه حسن روحاني للرأي العام الإيراني من أنهم قد يواجهون نظاما سلطويا بشكل أكبر إذا اختاروا بديلا منه منافسا محافظا في الانتخابات القادمة. هذا التحذير الذي يطلقه ثعلب إيران الموصوف شعبيا بالمحتال، يصر مرة أخرى أن يدفع أبناء شعبه الفاتورة الصعبة، لصراعات القوى الإيرانية، وهو الشعب الذي يعاني الصعاب الاقتصادية والسياسية والأمنية بسبب هيمنة أجهزة الاستخبارات على كل كبيرة وصغيرة في إيران. روحاني الذي لم يطبق أبسط المسائل التي وعد بها الشعب الإيراني في حملته الانتخابية الماضية بعد أن بشر الإيرانيين بحياة أفضل، وتحريك عجلة الاقتصاد للبلاد، مبتسما حاملا بيده مفتاح ما يسمى بالأمل.


ولكن في هذه الأيام وفي نهاية مرحلته الرئاسية يؤكد سجل أعماله خلال أربع سنوات مضت بأن هذا المفتاح لم يفتح أية معضلة من معضلات النظام، واقتصاده المتدهور، وإنما زاد من الانغلاق وارتفعت وتيرة القمع الأمني دون أي يحرك روحاني ساكنا، فمقاليد السلطة الصورية في يديه، لكن إدارة البلاد شيء آخر لأنها تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني.

روحاني كغيره من الزعامات الإيرانية يدركون تماما أن موقع رئاسة الجمهورية لا قيمة له سياسيا وأمنيا، وأن المكتسب الوحيد الذي يحقق للرئيس هو فقط رغد العيش وتوفير الأمن له ولأفراد أسرته وخلق هالة إعلامية حوله، إذ لا يسمح له بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية والخارجية فهذه مهمة الحرس الثوري الإيراني «صانع الملوك» في إيران.

روحاني الذي بدأ في حملته الانتخابية ممارسة الكذب، والتضليل على الرأي العام يدرك أن عودته إلى رئاسة الدولة الارهابية تتطلب دفع «رشوة» إلى جعفري قائد الحرس الثوري الذي يختار شخصية الرئيس، وفقا لمقاسات وتنازلات، خصوصا كان روحاني نفسه قد قدمها سابقا عندما تولى رئاسته الأولى، وها هي حملته الآن تؤكد من لغتها أنه قدم ذات التنازلات التي قدمها سابقا.

الرأي العام الإيراني يدرك وهو يستمع إلى تحذيرات روحاني أن الرجل الموصوف إيرانيا بالثعلب لا يملك قراره وأنه ليس أكثر من حجر على رقعة الشطرنج الإيرانية، ورغم عدم قناعة العامة في إيران بجدوى أي انتخابات تجرى في البلاد، لأن نتائجها محسومة مسبقا وأن الشعب يساق من قبل الحرس الثوري إلى صناديق الاقتراع كقطيع الأغنام في إطار لعبة إعلامية ورسائل سياسية توجه إلى الخارج لإيهام العالم بوجود ديموقراطية في بلاد تخوض حروب المنطقة كما أنها حروبها الخاصة لدوافع عديدة، تنطلق في معظمها من «نظرية الدور الإقليمي» و«المكوّن المذهبي» و«الذود عن المصالح الوطنية».