-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

الانتخابات الرئاسية الفرنسية لم تكن معركة سياسية فرنسية محلية بقدر ما كانت معركة دولية في الساحة الفرنسية. وقرار صحيفتين روسيتين بمقاضاة ماكرون، ثم القرصنة الكبيرة على البريد الإلكتروني لأعضاء حملته، يثبت دولية المعركة الرئاسية، التي هي أشبه بالسيناريو، الذي رافق الانتخابات الرئاسية الأمريكية والذي انتهى باتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية.


ماكرون يخوض معركة معسكر دولي عريض يضم الاتحاد الأوروبي وكل الدول التي تسعى للحفاظ على الوجه المشرق للمجتمع الدولي مقابل معسكر يسعى لجعل العالم على مقياسه وفقا لأوهامه.

لقد حاول البعض تغيير وجه أوروبا عبر البوابة الفرنسية مع ماتعنيه فرنسا من رمزية في أوروبا، خصوصا وفي العالم بشكل عام من هنا يمكن قراءة أهمية المعركة التي خاضها ماكرون بمواجهة اليمين الفرنسي المتطرف بقيادة ماري لوبان.

إن ما حصل في فرنسا سيمهد الطريق في ألمانيا لاحقا عبر المرشح الذي سيكمل مسيرة أنغيلا ميركل، أي الحفاظ على الاتحاد الأوروبي، لا بل تعزيزه سياسيا واقتصاديا في المرحلة القادمة.

العالم انتصر في المعركة ضد التطرف وهي معركة لم تكن بالسهلة مطلقا، خصوصا أنها لم تخض بأسلحة تقليدية في عالم السياسة، فالأعمال الإرهابية التي ضربت فرنسا أخيرا، خصوصا التي شهدها الشانزليزيه أخيرا جاءت وكأنها حملة تسويقية لمرشحة اليمين المتطرف من هنا يمكن قراءة ماحققه ماكرون لفرنسا ولأوروبا وللعالم. فرنسا ربحت جولة في المعركة ضد التطرف، لكن الحرب طويلة وطويلة جدا والأيام القادمة تستدعي تعاونا دوليا واسعا لكسب هذه المعركة وبشكل نهائي وحاسم ولعل تصريح الرئيس الأمريكي ترمب عن استعداده للتعاون مع الرئيس الذي يختاره الشعب الفرنسي هي البداية في صنع هذا الحلف الدولي في مواجهة التطرف.