-A +A
«عكاظ» (عمّان)
OKAZ_online@

بدأت تدخلات الحرس الثوري الإيراني تظهر علنا في حملة الانتخابات الرئاسية، من خلال عمليات القمع والاعتقال والتعذيب لكل ناخب لا تتسق ميوله الانتخابية مع الموقف الرسمي، وهو الذي عبر عنه الولي الفقيه بوضوح أمام الحرس الثوري، عندما قال "لو أراد أحد القيام في الانتخابات خلافا لأمن البلاد، فمن المؤكد أنه سيتلقى صفعة قاسية، مضيفا أن واحدا من أهم أهداف أو ربما أهم هدف للعدو في الأمد القصير هو زعزعة أمن البلاد وخلق الفوضى والفتنة فيها.. لكن هدف الأعداء طويل الأمد يتمثل في القضاء على أساس النظام.وبحسب مرشد النظام علي خامنئي، فإن العدو المقصود هم الفئة المعارضة، ومن ثم فإن رسائل الولي واضحة تماما، وهي قمع كل من يعارض هذه التوجهات.


بالمقابل، أعرب نائب قائد قوى الأمن الداخلي العميد إسكندر مؤمني، عن مخاوفه من أن ما أسماهم أعداء النظام، أخذوا استعدادهم لإثارة الفوضى، والفتنة، والشغب، وقال "شهدنا ما فعلوه في الفتنة عام 2009".

نظام الملالي يعيش حالة رعب غير مسبوقة هذا المرة، ويخشى الانقلاب، والتمرد الشعبي عليه، لذلك هدد بإنزال الوحدة الخاصة إلى الساحة المحلية؛ وهي أقوى وحدة للقمع، إذ يستعد نحو 260 ألف عنصر من هذه الوحدة للانتشار في طهران والمدن المحيطة بالعاصمة، مع نشر عناصر الأمن والجيش والمخابرات في كافة أرجاء البلاد لقمع أي حالات تمرد، ومن المتوقع أن تعلن حالة الطوارئ خلال الأيام القادمة، ويتم حظر أي نوع من التجمع والمسيرة في الشوارع والمتنزهات والساحات المختلفة.

رعب الملالي من السواد الأعظم يوازيه رعب آخر، فقد تحولت الحملة الانتخابية إلى مشهد للصراع بين ذئاب يفترسون يوميا بعضهم بعضا بسبب الاختلاف حول طرق إنقاذ النظام من السقوط المحتوم والحصول على حصة أكبر من السلطة ونهب ثروات الشعب.

لا يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية إلا أيام، وعليه فإن الحرس الثوري أصبح أكثر نشاطا في إدارة دفة الانتخابات الصورية المعروفة نتائجها سلفا، وهي الشخصية التي يحددها خامنئي وسط انقسام كبير بين الأجنحة السياسية المتصارعة وإمكان انخفاض نسبة المصوِّتين.