-A +A
«عكاظ» (جدة)
okaz_online@

يعصف الجوع والفقر باليمنيين في محافظات عدة ما دفع بعضهم إلى الانتحار، ولعل المعاناة الإنسانية الأبرز تتجلى في مديريات الساحل الغربي لليمن؛ إذ باع السكان مواشيهم التي يعتمدون عليها، من أجل توفير لقمة العيش، ورغم حالة الإحباط التي يعاني منها اليمنيون إلا أنهم يأملون أن تمثل المنظمات الدولية والمؤسسات والجمعيات الخيرية بابا آخر لحل أزمتهم.


وقد توسعت رقعة الجوع والأزمة الإنسانية وبلغت مستويات قياسية؛ وتزاد الأمور سوءاً جراء تصاعد هجمات الميليشيات وحصارها وتجويعها للمدنيين والتي برزت بشكل لافت بعد انتحار إحدى الأمهات مع طفلتيها، إثر تناولهن السم في مديرية السدة شرق محافظة إب، بسبب تردي وضعهن المعيشي، بعدما عزَّ على الأم أن تمد يدها طلبا للمساعدة، بحسب ما قال جيران لها.

وتعد هذه الحادثة الثانية بعد انتحار ضابط رفيع المستوى في وزارة الداخلية بصنعاء إثر تدهور وضعه المعيشي، جراء توقف صرف راتبه منذ ثمانية أشهر من قبل الانقلابيين الذين يسيطرون على مؤسسات الدولة في العاصمة منذ 21 سبتمبر 2014، وذكر جيران العقيد الركن صالح الصباري أنه أطلق النار على نفسه بسبب تردي وضعه المعيشي. وأوضح طبيب نفسي في صنعاء لوكالة «الأناضول»، أن موظفا في مكتب رئاسة الجمهورية كاد يقتل ابنه بالرصاص الحي، لكن تدخل الجيران حال دون ذلك، مبيناً أن الوضع المعيشي، وإيقاف الرواتب أصابه باضطرابات نفسية، فأصبح عدوانياً، موضحاً أن العشرات من المرضى النفسيين يصلون إلى عيادته بشكل يومي بسبب ظروفهم الصعبة.

وسبق أن حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، من أن اليمن تحول إلى «الأزمة الأكبر»، وبات 17 مليون شخص يواجهون عدم الأمن الغذائي، بينهم 6.8 مليون على حافة المجاعة، فيما وصف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في أحدث تقرير له الأزمة اليمنية بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في العالم. ​