أطفال اليمن أضحوا وقودا للحرب بعدما جندتهم ميليشيا الانقلاب وزجت بهم في جبهات القتال. (أرشيفية)
أطفال اليمن أضحوا وقودا للحرب بعدما جندتهم ميليشيا الانقلاب وزجت بهم في جبهات القتال. (أرشيفية)
-A +A
واس (عدن)
عملت ميليشيا الانقلاب الحوثية خلال اجتماعات موسعة دعت لها في مناطق متفرقة من مناطق القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء طوال شهر رمضان الماضي على دعوة أبناء القبائل للانقلاب على مشايخهم، الذين يتسنمون تلك المناصب من سنين عديدة ويتوارثونها أبا عن جد بهدف تعيين مشايخ جدد موالين لهم، بدعوى تمنعهم من الإسهام في رفد الميليشيا الانقلابية بمقاتلين وإرسالهم للجبهات وتوجيه تهمة الخيانة لهم ومحاولة تغيير الواقع الديموغرافي والمجتمعي في تلك القبائل بما يتماشى مع مصالحهم.

وأكدت مصادر يمنية أن ميليشيا الانقلاب الحوثية تعمل على تفتيت النسيج الوطني والاجتماعي ووضعت تغيير المشايخ والانقلاب عليهم ضمن أولوياتها، خصوصا في مناطق الطوق المحيطة بصنعاء وأنها بصدد إصدار قرارات تصفهم بالخونة بهدف الحصول على مقاتلين لاستمرار انقلابهم على السلطة الشرعية، مشيرة إلى أن ميليشيا الانقلاب أنشأت ما يسمى (مجلس التلاحم القبلي) ونصبت شيخا مواليا لهم رئيسا له، مستفيدة من سياسة بعض الدول التي تقف وراء دعم الإرهاب.


وقالت تلك المصادر «إن ميليشيا الانقلاب تعمل حاليا على اختيار المشايخ الجدد لهذه القبائل بدعوى إدخال الكفاءات وإحلالهم محل المشايخ الذين لم يرحبوا بالانقلاب ورفضوا تنفيذ أوامرهم بتجنيد الأطفال والشباب للقتال مع عصاباتهم في الجبهات».

وأوضحت أن ميليشيا الانقلاب دفعت مبالغ نقدية كبيرة ووزعت عددا من الوظائف والرتب العسكرية على عدد من الشخصيات المؤثرة في تلك القبائل بهدف إقناع أكبر شريحة من المنتمين لتلك القبائل بحجج مختلفة، منها ذريعة توحيد الصف في مواجهة الشرعية والتحالف العربي لدعم الشرعية، وصولا لتحقيق أهدافها في استمرار الانقلاب واستنزاف القبائل والاستمرار في سيطرتهم على مؤسسات الدولة وتحصيل الإيرادات لجيوب قادة ما يسمى باللجان الشعبية والقادة الموالين للحوثي والمنتمين له أسريا دون اكتراث للوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن اليمني في المحافظات التي تسيطر عليها ميليشيا الانقلاب.

ويأتي هذا التحرك من قبل ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح إثر ازدياد التململ والرفض لطلبات ميليشيا الانقلاب بتجنيد الأطفال، بعد أن قامت بتجنيد ما يقارب من 10 آلاف طفل وشاب دون السن القانونية منذ بدء الانقلاب على الشرعية وإرسالهم لمحارق جبهات القتال دون وازع من ضمير أو خوف، كما تقوم ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بالضغط على المشايخ وزعماء القبائل ودفع رشوة لهم تقدر بثلاثين ألف ريال يمني تدفع لشيخ القبيلة عن كل طفل يتم تجنيده أو تقوم بإلزام المشايخ بدفع نفس المبلغ إذا فشل في تجنيد الأعداد المطلوبة.