ستيف بانون وترمب في لقاء سابق. (عكاظ)
ستيف بانون وترمب في لقاء سابق. (عكاظ)




إيفانكا
إيفانكا
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAhamid@
قوبل تعيين ستيف بانون المحرك الرئيسي لحملة ترمب الانتخابية، الذراع اليميني الضارب له، في منصب كبير الإستراتيجيين في البيت الأبيض، بانتقادات عنيفة من الديموقراطيين في ذلك الوقت، باعتبار -على حد زعمهم- أن ترمب عين واحدا من أبرز دعاة تفوق أصحاب البشرة البيضاء في منصب كبير المساعدين، وهذه الانتقادات لم يلتفت لها ترمب في حينها، ولكن سرعان ما أطلق التيار الجمهوري أيضا انتقادات عنيفة ضد بانون، إيذانا ببدء تصدع العلاقات بين ترمب مع حزب الجمهوريين، الأمر الذي جعل ترمب يفكر جيدا في الإطاحة به، لكنه تريث ولم يتحدث مع أي شخص في البيت الأبيض حول هذا الموضوع.

بانون اليميني حتى النخاع عُين في منصب كبير المستشارين الإستراتيجيين لترمب، وهو الأمر الذي أتاح له التواصل مباشرة معه، وانعكس ذلك بشكل كبير على تأثيره في بعض القرارات الإستراتيجية التي اتخذها ترمب خلال الفترة الماضية، وبعد أن شهد البيت الأبيض سلسلة من التغييرات الجذرية من خلال إقالة عدد من القيادات الرئيسية على رأسها بريبياس مدير البيت الأبيض، وتعيين الجنرال جون كيلي وزير الأمن رئيسا للبيت الأبيض، الذي عسكر البيت الأبيض وأصبح الآمر الناهي فيه، بدأ بانون يشعر بخطورة وضعه، وسعى في نفس الوقت ترمب في تقليل تأثير بانون، عندما رفض التأكيد على أن كبير مساعديه لا يزال يحظى بدعمه، وقال في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة «نيويورك بوست» عندما قال «أنا المستشار الإستراتيجي لنفسي».


ومنذ ذلك الوقت خفت نجم بانون إلى حد ما، وتناقضت أقاويل بشأن إقالة وشيكة له.

بانون الرئيس التنفيذي لحملة ترمب الانتخابية وأحد عوامل وصوله للبيت الأبيض شعر بالعزل داخل البيت الأبيض خصوصا من جانب إيفانكا ابنة الرئيس وزوجها كوشنير الذي يعتبر أيضا مستشارا خاصا للرئيس، خصوصا بعد تقلد كيلي منصب رئيس البيت الأبيض، إذ تمكن الثلاثة من إقناع ترمب بإقالته، ونجحوا في تحقيق ذلك من إرسال رسالة لبانون بضرورة تقديم استقالته خلال أسبوعين إلا أنه رفض وجرت إقالته أمس الأول.

ستيف بانون عاد رئيسا تنفيذيا لموقع بريتبارت الإخباري اليميني، الذي يقوم على الأخبار والتعليقات، الذي وصفه بانون بأنه منصة بديلة على شبكة الإنترنت للإعلام الشعبوي، الذي كان قد تركه للعمل لصالح ترمب عرّف بانون الموقع بأنه منصة «لبديل اليمين» ويخدم موقع «بريتبارت»، الذي يوصف بالصدامي، جدول أعمال مناهض للمؤسسة التي يتهمها معارضون بكراهية الأجانب. وألمح ترمب في مطلع الأسبوع إلى أنّ بانون بات في وضع صعب، وقال «سنرى لاحقًا ماذا سيحل ببانون».

إقالة بانون هو انقلاب أصحاب الأعناق الحمراء على بعضهم البعض، وهذه السياسية التي يتزعمها كيلي الذي عسكر البيت الأبيض، وهزم غريمه الرئيسي.