قالت نيكي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة هيلي الثلاثاء الماضي إن الولايات المتحدة تريد أن تعرف ما إذا كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتزم تفتيش مواقع عسكرية إيرانية للتأكد من التزام طهران بالاتفاق النووي الموقع في 2015.
وستلتقي هيلي مع مسؤولي الوكالة في فيينا اليوم الأربعاء لبحث ما وصفته بمهمة لتقصي الحقائق تمثل جزءا من مراجعة الرئيس دونالد ترمب للاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع القوى الكبرى للحد من برنامجها النووي مقابل رفع معظم العقوبات عنها.
وقالت هيلي في مقابلة مع وكالة "رويترز" "إذا نظرتم.. لسلوك إيران في الماضي ما سترونه هو أفعال مستترة في المواقع العسكرية، في الجامعات، أشياء من هذا القبيل. "توجد بالفعل مشكلات في هذه المواقع ومن ثم هل سيضمون ذلك إلى ما سيفحصونه للتأكد من عدم وجود مثل هذه المشكلات؟ "لديهم سلطة فحص المواقع العسكرية الآن. لديهم سلطة فحص أي مواقع مريبة الآن، كل ما في الأمر هل هم يفعلون ذلك؟".
وقالت إنها ستسافر إلى فيينا لتطرح هذه الأسئلة وليس لدفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لفعل أي شيء. وطبقا للاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي يعرف رسميا باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، فإن طلبات الدخول إلى المواقع "لن تستهدف التدخل في الأنشطة العسكرية أو غيرها من الأنشطة المتصلة بالأمن القومي".
وإذا كان لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي بواعث قلق بشأن "مواد نووية أو أنشطة غير معلنة أو أنشطة لا تتسق مع خطة العمل المشتركة الشاملة في مواقع لم يعلن عنها" بموجب اتفاقات الضمانات الإيرانية فإن الاتفاق يتطلب من الوكالة أن تقدم لإيران الأسس التي بنت عليها بواعث قلقها وتطلب توضيحات. وإذا اتضح أن مقترحات إيران لتبديد مثل هذا القلق غير كافية فإن هناك آلية تستطيع بموجبها غالبية أطراف الاتفاق إرغام إيران على "تنفيذ الوسائل الضرورية" خلال ثلاثة أيام. وردا على سؤال عن زيارة هيلي قال متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه ليس لديه تعليق على الأمر في الوقت الحالي.
ورفضت السلطات العليا الإيرانية بشكل قاطع منح المفتشين الدوليين إذنا بدخول المواقع العسكرية الإيرانية وأبلغ مسؤولون إيرانيون وكالة "رويترز" بأن أي خطوة من هذا القبيل ستؤدي إلى عواقب وخيمة.
وقالت هيلي "لماذا يقولون هذا إذا كانوا يقولون أنه ليس لديهم أي شيء يخفونه؟ لماذا لا يسمحون للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالذهاب إلى هناك؟".
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله يوم الثلاثاء إن إيران يمكن أن تستأنف إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب في غضون خمسة أيام إذا أُلغي الاتفاق النووي.
وأمر ترمب في أبريل بإجراء مراجعة بشأن ما إذا كان تعليق العقوبات على إيران نتيجة الاتفاق النووي الذي جرى التفاوض عليه خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي. ووصف الاتفاق بأنه "أسوأ اتفاق جرى التفاوض عليه على الإطلاق".
وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الأسبوع الماضي من أن إيران قد تتخلى عن الاتفاق النووي "خلال ساعات" إذا فرضت الولايات المتحدة أي عقوبات جديدة أخرى. وبموجب الاتفاق النووي ألغيت قبل 18 شهرا معظم العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والدول الغربية.
وما زالت الأمم المتحدة تفرض حظرا على السلاح على إيران بالإضافة إلى قيود أخرى لا تعد جزءا من الاتفاق من الناحية الفنية.
وقالت هيلي إن بعض الأسئلة التي تدور في ذهنها هي "هل تفحصون كل شيء؟ هل تفتشون تلك الأماكن التي شهدت نشاطا سريا في الماضي؟ هل لديكم القدرة على الدخول لتلك المناطق؟ أو تواجهون تعطيلا؟ هل تُمنعون من تلك الأمور؟".
وبموجب القانون الأمريكي يجب أن تخطر وزارة الخارجية الكونجرس كل 90 يوما بمدى التزام إيران بالاتفاق النووي. ويحل الموعد النهائي التالي في أكتوبر وقال ترمب إنه يعتقد أنه بحلول ذلك الوقت ستعلن الولايات المتحدة عدم التزام إيران بالاتفاق.
وقالت هيلي "لا نعرف ما إذا كان سيصدق أو لا يصدق على الاتفاق". وأضافت أنها سترفع تقريرا لترمب وفريق الأمن القومي. وأشاد مكتب هيلي في بيان صدر عقب الاجتماع بمدى خبرة واحترافية العمل الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران.
وتنظر أيضا مراجعة الولايات المتحدة لسياستها تجاه إيران في سلوك طهران في الشرق الأوسط والذي قالت واشنطن إنه يقوض المصالح الأمريكية في سوريا والعراق واليمن ولبنان. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الثلاثاء إن الأمين العام يرى أن الاتفاق النووي الإيراني "أحد أهم الإنجازات الدبلوماسية في بحثنا عن السلام والاستقرار".