إعصار الـ50 عاماً يقتل ويدمّر.. ماذا يجري في «تكساس»؟
إعصار الـ50 عاماً يقتل ويدمّر.. ماذا يجري في «تكساس»؟
-A +A
«رويترز» (تكساس)

تصدت طواقم الإغاثة لارتفاع مياه الفيضانات في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد وأخرجت مئات السكان الذين تقطعت بهم السبل من منازلهم وسياراتهم في جنوب شرق تكساس مع تقدم الإعصار هارفي، أقوى إعصار يجتاح الولاية منذ 50 عاما، في المناطق الداخلية من الولاية.

وقال قائد شرطة هاريس كاونتي إيد جونزاليس على «تويتر» إن العاصفة قتلت شخصين على الأقل، وإن عدد القتلى يمكن أن يرتفع إذ أن نوابه يستجيبون لتقارير عن امرأة وطفل قتلا داخل مركبة غارقة على طريق سريع قرب هيوستون. وقال أحد السكان إنه شاهد جثة امرأة طافية في الشارع أثناء سيول مفاجئة في الجزء الغربي نفسه من المدينة. وقال السكان لقناة تلفزيون «ايه.بي.سي 13» إن ارتفاع المياه بلغ بضعة أقدام.

وألغى مطار «وليام بي. هوبي» في هيوستون كل الرحلات في وقت مبكر من صباح اليوم بسبب مياه الفيضان التي غمرت المدرج. وقال المطار إن منطقة الوصول غمرتها المياه وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إنذارات من سيول مفاجئة في المنطقة المحيطة. وقال السارجنت كولن هاوارد من شرطة هيوستون إن حالة الوفاة المؤكدة الثانية امرأة لاقت حتفهما عندما كانت تقود سيارتها في شوارع غمرتها المياه في غرب المدينة. وقال «بدا أن مركبتها دخلت في مياه عميقة وأنها غرقت نتيجة لذلك».

وحثت السلطات السكان على الابتعاد عن الشوارع في هيوستون ومدن أخرى في جنوب شرق تكساس مع هطول الأمطار بمعدل يصل إلى خمس بوصات في الساعة ما أدى إلى غمر الشوارع بالمياه. ومساء يوم الجمعة توفي رجل في حريق بمنزل في بلدة روكبورت الواقعة على بعد 48 كيلومترا إلى الشمال من كوربوس كريستي وقال مسؤولون إن نحو 12 شخصا في المنطقة أيضا تعرضوا لإصابات. وقال مركز المعلومات المشترك في هاريس كاونتي إن المسعفين نفذوا مئات من عمليات الإنقاذ في وقت مبكر من صباح اليوم. واجتاح هارفي ولاية تكساس مركز صناعة النفط والغاز بالولايات المتحدة في وقت متأخر الجمعة كإعصار من الفئة الرابعة برياح تصل سرعتها إلى 210 كيلومترات في الساعة وهو أقوى إعصار من نوعه يجتاح تكساس منذ العام 1961.

وأطاح الإعصار بأسطح المنازل واقتلع خطوط الكهرباء وأحدث عواصف وفيضانات. كما أدى إلى تراجع إنتاج الولايات المتحدة من النفط والبنزين مما دفع الأسعار للارتفاع. وضعف الإعصار إلى عاصفة مدارية لكن من المتوقع أن يواصل اجتياح تكساس لعدة أيام مصحوبا بأمطار يصل منسوبها إلى 102 سنتيمتر. وتعرضت روكبورت لضربة مباشرة من العاصفة وغمرت المياه الشوارع وسقطت خطوط الكهرباء وانتشر الحطام مساء يوم السبت. وفي مركز لبيع السيارات انقلبت نحو عشر سيارات في وسط أحد الشوارع.

وبحلول مساء السبت وصلت قافلة عربات عسكرية إلى منطقة روكبورت تقل أشخاصا ومعدات للمساعدة في جهود إزالة آثار الإعصار. وأعلن مسؤولون في المدينة حظر تجول ليلي. وقال أحد السكان ويدعى جويل فالديز (57 عاما) لرويترز «كان الأمر فظيعا». وقال إن العاصفة اقتلعت جزءا من سقف منزله مشيرا إلى أنه «شعر وكأن المنزل بأكمله يتحرك».

كان جريج أبوت حاكم ولاية تكساس قال إن 1800 عسكري سيشاركون في جهود عمليات إزالة أثار الإعصار بينما سينضم نحو ألف آخرين إلى عمليات البحث والإنقاذ. وقالت شركات مرافق في تكساس إن الكهرباء انقطعت عن نحو ربع مليون عميل. وتواصل هبوب الرياح وهطول الأمطار على الساحل فيما بدأ السكان تقييم الأضرار.



وذكرت مصلحة العدالة الجنائية في تكساس أنها اضطرت إلى إجلاء نحو 4500 نزيل من ثلاثة سجون بالولاية بسبب ارتفاع منسوب المياه. وبدا أن روكبورت من أكثر البلدات المتضررة بالإعصار هارفي. وقبل وصول الإعصار إلى اليابسة أصدر رئيس البلدية إرشادات للسكان بكتابة أسمائهم على أذرعهم ليسهل التعرف عليهم في حالة الوفاة أو الإصابة.

وقال خفر السواحل الأمريكي إنه أنقذ 15 شخصا من على متن قوارب يوم السبت وإنه يتابع سفينتين عالقتين تحملان آلاف الأشخاص في خليج المكسيك بسبب العاصفة. وقال مسؤولو طوارئ ووسائل إعلام محلية إن مدرسة ثانوية وفندقا ومجمعا لرعاية المسنين ومنشآت أخرى لحقت بها أضرار من بينها ما يستخدم كملاجئ من الأعاصير. وانقطع التيار الكهربائي عن مدينة بورت لافاكا الساحلية إلى الشمال وأغرقت المياه بعض الشوارع.

وقال رئيس بلدية المدينة جاك ويتلو لوكالة «رويترز» بعد أن تفقد المدينة يوم السبت «هناك الكثير من الأشجار التي سقطت والحطام لدرجة أن تكلفة عمليات التطهير ستكون هائلة». وخلت شوارع مدينة كوربوس كريستي التي يقطنها نحو 320 ألف نسمة من المارة في وقت مبكر من صباح يوم السبت مع استمرار هبوب الرياح العاتية مما تسبب في تحطم لوحات إعلانات ضخمة. وتخضع المدينة لأمر إخلاء طوعي من قبل وصول العاصفة إليها.



وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير إن هارفي ضعف إلى عاصفة مدارية يوم السبت مشيرا إلى أن مركز العاصفة يبعد نحو 95 كيلومترا جنوب شرقي مدينة سان أنطونيو برياح سرعتها نحو 104 كيلومترات. وقال سيلفستر تيرنر رئيس مدينة هيوستون، رابع أكبر المدن الأمريكية سكانا والتي يوجد بها نحو مليوني شخص من بين ستة ملايين في مسار العاصفة، إن المدينة شهدت هطول أمطار غزيرة بلغ منسوبها نحو 40 سنتيمترا حتى الآن وإنها ستستقبل ما بين 60 و 90 سنتيمترا خلال الأيام المقبلة.

وأظهر أحدث تتبع للعاصفة لتوقع مسارها أن الإعصار هارفي سيستدير عائدا نحو ساحل خليج المكسيك قبل أن يستدير مجددا نحو الشمال يوم الثلاثاء. وأعاد حجم وقوة الإعصار إلى الأذهان الإعصار كاترينا الذي اجتاح نيو أورليانز كإعصار من الفئة الثالثة في العام 2005 وتسبب في وفاة 1800 شخص.

وفي مواجهة أول كارثة طبيعية كبيرة منذ توليه المنصب قال الرئيس دونالد ترمب عبر «تويتر» قبل قليل من وصول هارفي لليابسة إنه وقع إعلان كوارث «سيطلق يد الحكومة للمساعدة بكامل قوتها». وقال البيت الأبيض في بيان إن ترمب التقى بأعضاء إدارته يوم السبت لبحث سبل الاستجابة الاتحادية للعاصفة.

وقال البيان «إن الرئيس ترمب أكد أنه يتوقع من كل الوزارات والوكالات أن تشارك بكامل طاقاتها وتكون جاهزة لدعم أهم الأولويات وهي إنقاذ الأرواح». وفي تغريدة على تويتر قال ترمب يوم السبت «تقومون بعمل جيد... العالم يراقب» في إشارة لوكالة إدارة الطوارئ الاتحادية التي تنسق الاستجابة للكوارث الكبرى. ومع وصول العاصفة لليابسة كتبت امرأة تدعى دونا مكلور، وهي من سكان كوربوس كريستي، على تويتر «الدنيا ظلام والإنترنت متوقف والراديو متعطل. هل من أحد هناك؟ أنا وحدي وأحاول ألا أخاف».