يصل وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الى الهند هذا الأسبوع حيث يرجح أن تتصدر المحادثات الاتفاقات بشأن طائرات حربية وأخرى بدون طيار إضافة إلى المخاوف المحيطة بالوضع الأمني في افغانستان.
ويتوقع أن يصل ماتيس في وقت متأخر الاثنين إلى الهند حيث سيلتقي رئيس الوزراء ناريندرا مودي ووزيرة دفاعه الجديدة، في أول زيارة لمسؤول أميركي رفيع منذ تولى دونالد ترمب الرئاسة في يناير, وأفاد بيان لوزارة الدفاع الأميركية أن «الولايات المتحدة ترى في الهند شريكا مؤثرا، حيث تتجاوز المصالح المشتركة الواسعة جنوب آسيا بكثير».
والتقى ترمب ومودي في يونيو في واشنطن فيما تعد زيارة ماتيس إشارة إلى أن القيادات السياسية في البلدين تضع التعاون الدفاعي في مقدمة أولوياتها, بحسب ماقاله رئيس منتدى الشراكة الاستراتيجية الأميركية-الهندية موكيش آغي.
وتتشاطر نيودلهي وواشنطن ذات المخاوف في ما يتعلق بافغانستان، التي أعلن ترامب عن استراتيجية جديدة بشأنها الشهر الماضي ممهدا الطريق لنشر آلاف الجنود الأميركيين الإضافيين. وحض الرئيس الهند على زيادة دعمها للإقتصاد الأفغاني فيما انتقد جارتها وخصمها الأساسي باكستان لتوفيرها ملاذا آمنا لمن وصفهم بـ«العناصر المثيرة للفوضى». وأشار البنتاغون إلى أن ماتيس «سيعرب عن تقدير الولايات المتحدة لمساهمات الهند المهمة من أجل الديموقراطية والاستقرار والازدهار والأمن في افغانستان».
ولطالما تنافست الهند مع باكستان على النفوذ في افغانستان، فبنت الأولى سدودا وطرقا ومقرا للبرلمان في البلد الذي انهكته عقود من الحرب. وقدمت لها العام الماضي ما يقارب من مليار دولار كمساعدات. وكثيرا ما تتهم نيودلهي إسلام أباد بمحاولة إثارة العنف في افغانستان وإيواء المجموعات المسلحة, وفي 2016 اعتبرت الولايات المتحدة الهند «شريكا دفاعيا رئيسيا» بهدف زيادة التعاون العسكرية معها وفتح المجال أمام تسهيل التوصل إلى اتفاقيات دفاعية. وكان آشتون كارتر -سلف ماتيس- دفع بشكل قوي من أجل تعزيز العلاقات الدفاعية, فيما لم تصدر إدارة ترمب أي إشارات قد تدل على وجود نوايا لتغيير المسار في هذه المسألة. وأشاد ترامب بالهند لمساهمتها في السلم الإقليمي والاستقرار ولشرائها معدات عسكرية أميركية. وفي هذا السياق، يرجح أن يسعى ماتيس إلى إقناع نيودلهي بشراء طائرات من طراز «اف-16 بلوك 70» التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية في صفقة تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار. وعرضت «لوكهيد مارتن» أكثر نسخة مطورة من المقاتلات على الهند، أكبر مستورد للسلاح في العالم.
وتتنافس الشركة الأميركية مع مجموعة «ساب» السويدية العملاقة لصناعة الطائرات، التي حلقت مقاتلاتها من طراز «غريبن اي» لأول مرة في بونيو. وأعلنت الهند أنها تحتاج على الأقل إلى 100 مقاتلة بمحرك واحد لمواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله كلا من الصين وباكستان. وعرضت كل من «ساب» و«لوكهيد» بناء الطائرات محليا للتماشي مع مبادرة «صنع في الهند» التي أطلقها مودي بهدف خفض حجم الاستيراد في بلاده والتأسيس لصناعة دفاعية محلية.
وعرضت شركة «بوينغ» الأميركية العملاقة كذلك تأسيس مصنع في الهند لإنتاج طائراتها من طراز «اف/ايه 18 يوبر هورنيت». ويتوقع كذلك ان تتم مناقشة صفقة لطائرات بدون طيار للبحرية الهندية، بحسب ما قال مصدر مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس.
وأفاد المصدر أنه «مع هيمنة الوجود الصيني على منطقة المحيط الهندي، تسعى إدارة ترامب إلى تسريع استحواذ الهند على الطائرات بدون طيار». ونوه عدد من المحللين إلى أهمية التعاون بين الولايات المتحدة والهند لمواجهة الصين التي تطور قدراتها العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ولكن افغانستان ستكون محور المحادثات عندما يلتقي ماتيس نظيرته الهندية نيرمالا سيتارمان، التي ستستضيف بذلك الوفد الأجنبي الأرفع منذ تعيينها مطلع الشهر الجاري.
وتأتي الزيارة في وقت يشارك الجيش الهندي في تدريب عسكري مشترك في الولايات المتحدة يستمر لأسبوعين بهدف تعميق التعاون في مجالات مكافحة التمرد والعمليات المرتبطة بالأمن الإقليمي وحفظ السلام.