الأكراد يتحدون العالم بـ«نعم»
استفتاء كردستان أصبح حقيقة.. خمسة ملايين كردى يتوجهون لصناديق الاقتراع اليوم (الإثنين)، ليقولوا "نعم أو لا"، للاستقلال.. نواقيس الخطر تدق في طهران وأنقرة ودمشق.. ونذر المواجهات في مرحلة ما بعد "نعم" تطل من هنا وهناك، مخاوف جدية من المنحى الذي يمكن أن تتخذه الأمور في المنطقة في حالة الموافقة على الانفصال. العراق بذل جهود الدقيقة الأخيرة وفشل.. مسعود بارزاني يرد: الاستفتاء سيجرى في موعده ولن يؤجل، متوعداً بأن الشعب الكردي سيواجه «حتى آخر شخص فيه» أي طرف يحاول استقطاع كركوك من كردستان. إيران وتركيا تحشدان قواتهما على الحدود العراقية وتركيا في تحركات ظاهرة للسطح، ولا نعلم ما الذي يجري في الخفاء بعيدا عن الأعين.
إسرائيل المستفيد الأكبر من الاستفتاء تحتفي مبكرا بالاستقلال، فهي تتطلع لهذه اللحظة التاريخية منذ أمد بعيد.. الصدام قادم في ظل تمترس الأطراف بمواقفها وعدم وجود حوار حقيقي وجاد للتوصل إلى خريطة طريق لعبور هذه الأزمة. الأكراد اتخذوا قرارا تاريخيا لإجراء الاستفتاء، والتقدم نحو حلم دولتهم، ولا مجال لإضاعة الفرصة التاريخية ورفضوا دعوات التأجيل من دول الجوار الإقليمي والدولية ومن العراق «الجار الجنب». الدعوة لإجراء الاستفتاء أثارت الغضب الشديد في بغداد، لكونه متنافياً مع الدستور وإجراء غير قانوني بحسب رأيها، خصوصا أن الاستفتاء يشمل مناطق كركوك، وخانقين، وسنجار ومخمور المتنازع عليها. ومن المتوقّع أن يفوز الصوت المؤيد للاستقلال، ولكن هل من الممكن تسوية مشكلة كركوك والأراضي المتنازع عليها من خلال استفتاء من جانب واحد؟
بعد انهيار نظام صدام حسين، تم إيلاء اهتمام خاص لكركوك من قبل صانعي السياسات العراقيين وغير العراقيين على حدٍّ سواء. ويعود ذلك بشكلٍ أساسي لحقيقة أن المدينة كانت نقطة خلاف بين الأكراد والحكومات العراقية المتعاقبة لأكثر من سبعين عامًا. وقد ألزمت المادة 58 من القانون الإداري الانتقالي من الدستور العراقي المؤقت في عام 2004 الحكومة العراقية، بالعمل على وجه السرعة لمعالجة الظلم الناجم عن ممارسات النظام السابق في تغيير الطابع الديموغرافي لبعض المناطق، بما في ذلك كركوك. الذي رفض طالباني إجراء الاستفتاء فيها. ما هي إلا ساعات محدودة.. ويتبين الخيط الأبيض في استفتاء كردستان الذي ستكون نتائجه بمثابة تغيير جذري في قواعد اللعبة في المنطقة.