أكد الرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي اليامي، أن دور الأمم المتحدة كمنظمة عالمية تقود العالم، وتحكم نزاعاته أصبح هامشيا وثانويا، بسبب التقاطعات السياسية التي توجه سياسات المنظمة العريقة، والابتزاز الذي تمارسه الدول الكبرى عبر اشتراط اتخاذ مواقف معينة، مقابل ضخ التمويل الذي تلتزم به تلك الدول.
وأضاف اليامي إن أكبر مظاهر فشل الأمم المتحدة يتجلى في موقفها الأخير من الأزمة في اليمن.
وأضاف: "في الوقت الذي يشاهد فيه العالم أجمع ما يجري من تجاوزات فظيعة يرتكبها طرفا الانقلاب، ومنعهما لقوافل المساعدات الإنسانية من الدخول، واستهدافهما للسكان العزل، وتجنيد الأطفال، والاعتداء على المدنيين الآمنين في الدول الأخرى، فإنها رغم كل ذلك تحاول إلقاء اللوم على التحالف العربي، في تحريف عجيب للحقائق وصرف للأمور عن سياقاتها الطبيعية".
وقال اليامي: "ماذا نتوقع من منظمة لا تحترم حتى قراراتها التي أصدرتها بالإجماع؟"، فالقرار الدولي 2216 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بموافقة جميع الدول الأعضاء أشار بوضوح إلى هوية الطرف المتسبب في افتعال الأزمة، وحدد آليات التعامل معه، ودعا إلى سرعة انسحابه من المناطق التي اجتاحها، وإعادة الشرعية التي اغتصبها، إلا أن المجلس تجاهل ذلك القرار الذي بقي حبرا على ورق، ولم يفرض تطبيقه، مما تسبب في استمرار أمد الأزمة حتى اليوم". مضيفا أن الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليوم هي نتيجة طبيعية لما اقترفته الميليشيات الإرهابية بانقلابها على الشرعية، وتدميرها للمؤسسات الصحية، ومنعها دخول المساعدات الصحية للمدنيين، لذلك فإن المجتمع الدولي شريك أساسي لتلك الميليشيات بعد أن غض الطرف عما يجري.
وأوضح "من المؤسف أنه في الوقت الذي يتفرج فيه العالم على الأوضاع في اليمن، وتبادر المملكة إلى إرسال مساعدات غذائية وطبية بمئات الملايين من الدولارات، يتم توجيه اتهامات باطلة لا تستند إلى أي أرضية قانونية للسعودية".
معتبرا أن هذه الاتهامات تبقى مغرضة تقف وراءها جهات مشبوهة، ولن تؤثر على موقف المملكة الناصع في مجال حقوق الإنسان ودعم المتأثرين من الحروب.