في تصعيد بالغ للمخاطر الأمنية التي يمثلها المتمردون الحوثيون، هدد عضو المكتب السياسي لميليشيا الحوثي ضيف الله الشامي، باستهداف عواصم كل دول التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن بالصواريخ. وقال الشامي في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء الخميس الماضي: «إن مدن وعواصم الدول المشاركة في التحالف ليست بعيدة، وهي أهداف مشروعة لصواريخنا»، داعياً هذه الدول إلى أخذ تهديده على محمل الجد.
وتهديد الشامي هو أحدث حلقة في سلسلة التهديدات التي أطلقها الحوثيون خلال الأيام القليلة الماضية، مستغلين قدر المصداقية التي اكتسبتها تلك التهديدات في أعقاب الصاروخ الباليستي الذي أطلقوه على الرياض في الرابع من شهر نوفمبر الجاري، وقبل خمسة أيام من ذلك التهديد الأخير، لكن الملاحظ على تهديد الشامي هو توسيع الحوثيين للنطاق الجغرافي للدول المستهدفة من أنشطتهم العدائية، وهذا يعني أن دولا أخرى مشاركة في التحالف العربي مثل مصر والمغرب والكويت والأردن أصبحت ضمن حيز التهديدات، بعد أن كان قاصراً في السابق -حتى قبل يومين فقط من تهديد الشامي- على السعودية والإمارات فحسب، إذ هدد الحوثيون بضرب مطارات وموانئ سعودية وإماراتية رداً على الإغلاق المؤقت من جانب التحالف العربي للمنافذ الجوية والبحرية والبرية لليمن، رغم أن هذا الإغلاق أتى في سياق الإجراءات المتخذة للتعامل مع استهداف الحوثيين للرياض ولم يكن ناجماً عن دواع أخرى.
تساؤلات ملحة
وانطلاقاً مما تقدم، فإن تهديدات الحوثيين القائمة في الأساس على عامل استخدامهم للصواريخ، أصبحت مثار تساؤلات ملحة حول الدور الوظيفي للحوثيين في إستراتيجية إيران العدائية ضد المنطقة، خصوصاً في ما يتعلق ببرنامجها للصواريخ الباليستية، وتزويدها للحوثيين بالصواريخ المطورة والقذائف التكتيكية، وهي القضية المطروحة بقوة من جانب أمريكا وبريطانيا ودول التحالف العربي على الرأي العام العالمي الآن، في ضوء أن تسليح الحوثيين قبل اجتياحهم صنعاء في 21 سبتمبر 2014 لم يكن يشمل ذلك السلاح النوعي، كما لم يستخدم من قِبلهم قبل ذلك التاريخ ضد خصومهم.
فالحوثيون في الأصل مجموعة من الحفاة المسلحين بالخناجر، والذين لم تتجاوز خبراتهم العسكرية خلال الحروب الست التي خاضوها ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قبل تركه السلطة، منطق عصابات قطاع الطرق الذين يعتمدون على أسلحة متواضعة مثل الألغام والبنادق في إلحاق الأذى بعدوهم انطلاقاً من كهوفهم في منطقة مران بمحافظة صعدة حيث يتركزون سكانياً، وهذا ما يجعل من امتلاكهم لمنظومة متطورة من الصواريخ الباليستية أمراً مثيراً للتساؤل حول الجهة التي زودتهم بها، والتي تجمع معظم القوى الدولية على أنها إيران.
أدوار دعائية
يتوزع الدور الوظيفي لميليشيا الحوثي في خدمة برنامج إيران للصواريخ الباليستية على مسارين رئيسيين:
الأول: توظيف عمليات إطلاق الحوثيين للصواريخ على الأراضي السعودية في مجال الدعاية والحرب النفسية، لبناء صورة ذهنية مضخمة عن قدرات الصواريخ الإيرانية، واستخدامها في ردع القوى الإقليمية والولايات المتحدة الأمريكية عن مهاجمتها، إضافة إلى إثارة الرعب في نفوس المدنيين في الدول المجاورة، وفي المقابل رفع معنويات الإيرانيين الذين يعيشون في ظل حصار دولي بسبب جرائم نظامهم، وعلى هذا الصعيد يرى الخبير العسكري اللبناني العميد نزار عبدالقادر «أن إيران نجحت في إعطاء صواريخها قيمة إستراتيجية من خلال استخدامها في نزاعات غير تقليدية، تخوضها بواسطة بعض الميليشيات المسلحة المتحالفة معها، والتي تساعدها على مد نفوذها إلى دول أخرى».
لكن ما يجدر ذكره هنا، أن مجال الدعاية والحرب النفسية ليس مقصوداً بذاته في خطط إيران للاستفادة من ميليشيا الحوثي في الترويج الدعائي لصواريخها، فالهدف الأساسي يكمن في التغطية على العيوب العديدة التي لا يزال يعاني منها برنامج الصواريخ الباليستية إلى الآن، فبحسب جهات غربية وأمريكية ترصد تطور البرنامج وتحلل نتائج كل اختبارات الصواريخ التي تجريها طهران فإن «الصواريخ الإيرانية لا تزال تفتقر للدقة؛ بسبب عدم تجهيزها بأنظمة توجيه في أثناء طيرانها، أو بأجهزة ذاتية للتعرف على أهدافها في نهاية المسرى الذي تتخذه»، ومن ذلك فشل عدة صواريخ من طراز «ذو الفقار» التي يصل مداه إلى نحو 600 كيلومتر، والتي أطلقتها إيران في مساء 18 يونيو (حزيران) الماضي على أهداف في مدينة دير الزور السورية على إصابة أهدافها بدقة، إذ أوضح خبراء أمريكيون حللوا صور الضربات أن الصواريخ لم تصب أهدافها مباشرة وإنما سقطت على مسافة راوحت بين 100 و150 متراً منها.
مكاسب استراتيجية
والمسار الثاني: استغلال إيران للحوثيين في الحرب بالوكالة عنها في صراعها الإقليمي مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وفي إطار الرد على السياسات المناوئة لهذه الأطراف حيالها، وفي هذا الإطار يفيد إحصاء الأهداف التي هاجمها الحوثيون على حصول إيران على مكاسب إستراتيجية هائلة في مدى زمني لا يزيد على ثلاث سنوات منذ استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن، إذ شنت هذه الميليشيا مئات الهجمات الصاروخية ضد أهداف للولايات المتحدة ودول التحالف العربي، منها شن هجوم صاروخي على السفينة اللوجيستية الإماراتية «سويفت» مطلع أكتوبر عام 2016، وإطلاق صاروخين مضادين للسفن على المدمرة الأمريكية «يو إس إس ميسون» في 9 أكتوبر 2016، أي بعد الهجوم على «سويفت» بثمانية أيام فقط، ثم معادوة ضرب المدمرة «يو إس إس ميسون» في 12 من الشهر نفسه، بحسب ما أعلن «البنتاغون» في حينها.
كما قصف الحوثيون البارجة السعودية «المدينة» في 30 يناير (كانون الثاني) 2017، وأطلقوا 78 صاروخاً باليستيا على الأراضي السعودية قبل الصاروخ الأخير على الرياض، إذ صرح المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي لصحيفة «الشرق الأوسط» في 30 أكتوبر الماضي أن «ميليشيا الحوثي أطلقت نحو 77 صاروخاً باليستيا حتى الآن على السعودية»، من بينها أربعة صواريخ استهدفت مكة المكرمة: الأول في 21 أغسطس 2015 وجرى اعتراضه على مسافة 65 كيلومترا منها، والثاني في 10 أكتوبر 2016 وأسقط على مسافة 80 كيلومترا من مكة المكرمة في منطقة العرفاء، والثالث في 29 أكتوبر 2016 ودُمِر قبل مكة بـ65 كيلومترا، والرابع في 27 يوليو 2017 وأسقط فوق الوصلية بالطائف على بعد 69 كيلومترا من مكة، وفيما خلا الـ78 صاروخاً تلك، أطلق الحوثيون المئات من القذائف التكتيكية قصيرة المدى على المدن الحدودية السعودية.
مزاعم زائفة
ولقد دأب المتمردون الحوثيون على تبرير عمليات إطلاق الصواريخ على السعودية بالرد على عمليات التحالف العربي في اليمن، وتلك مزاعم مقطوعة الصلة بالحقيقة رغم وجود ما يسندها في الواقع في إطار الحرب، لكن ما يؤكد عدم صدقها هو تركيز الحوثيين للهجمات الصاروخية على السعودية دون غيرها من الدول الأخرى المشاركة في التحالف العربي، وذلك ينسجم مع إستراتيجية إيران العدائية تجاه السعودية التي ترى فيها العدو الإقليمي الأول لسياستها التوسعية.
كما أن الحوثيين يستخدمون الصواريخ بوتيرة متقطعة وليس كنشاط يومي من أعمال الحرب، وهو ما يتوجب عليهم فعله على الأقل في إطار إثبات مصداقية ادعاءاتهم بأنهم يمتلكون ترسانة ضخمة من الصواريخ تكفيهم سنين عددا من المواجهة مع التحالف العربي، ولكن الحقيقة أن استخدامهم للصواريخ يجري بناء على المعايير التي تفرضها إيران، وغالباً ما تندرج في سياق الأفعال التي تخدم مصالحها، وتمرر رسائلها إلى الدول المتصارعة معها في المنطقة، وكمثال على ذلك برر الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء الماضي إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً على السعودية بدعوى «أنه لا سبيل أمامهم سوى حمل السلاح في ظل استمرار عمليات التحالف العربي في اليمن» كما زعم، إلا أن صحيفة «كيهان» الإيرانية اتخذت نهجاً أكثر مكاشفة في توضيح الأسباب الحقيقية لإطلاق الحوثيين للصاروخ، مشيرة في افتتاحيتها إلى أنه جاء في إطار الرد على تجديد وزارة الخزانة الأمريكية في 31 أكتوبر الماضي للعقوبات على كيانات وأفراد مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني تنفيذاً لقانون العقوبات الأمريكي «كاتسا»، وقبل ذلك عدم تصديق الرئيس دونالد ترمب على امتثال إيران للاتفاق النووي، بل إن الصحيفة المقربة من الحرس الثوري والمرشد الأعلى علي خامنئي دعت الحوثيين صراحة على صدر صفحتها الأولى إلى ضرب دبي، عبر العنوان الذي استخدمته عن الهجوم قائلة: «هجوم صاروخي لأنصار الله على الرياض.. والهدف التالي: دبي»، ما اضطر السلطات إلى معاقبتها بالإيقاف عن الصدور لمدة يومين تخفيفاً للاحراج الدولي الذي تسببت فيه للنظام.
غواصات التهريب
وفي شأن تورط إيران في تزويد الحوثيين بالصواريخ، فعلى النقيض من النفي المتكرر لمعظم مسؤولي النظام للمسألة برمتها، وآخر هؤلاء قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري الذي نفي إمداد طهران للحوثيين بالصواريخ الباليستية رداً على الاتهامات الأمريكية والغربية لإيران في هذا الصدد وتحميلها المسؤولية عن الصاروخ الذي أطلق على العاصمة السعودية الأسبوع الماضي، يتوفر ما لا يحصى من الأدلة على ضلوع النظام الإيراني في تزويد الحوثيين بالصواريخ المختلفة والأسلحة المتنوعة وخبراء التدريب، ومن ذلك استيلاء الجيش الوطني اليمني على صواريخ حرارية إيرانية الصنع وأخرى مشتراة من الصين في المواقع العسكرية التي استعادها من الحوثيين، وتسرب مقاطع فيديو لخبراء إيرانيين ولبنانيين تابعين لميليشيا حزب الله، وهم يدربون الحوثيين على استخدام الصواريخ، وأحد هذه المقاطع وثق عملية تدريب الحوثيين على استخدام وتوجيه طائرة دون طيار من طراز «درون»، القادرة على جمع معلومات استخبارية وحمل بعض أنواع الصواريخ الحرارية.
وفي سياق كشف مزاعم الإيرانيين بأنهم لا يملكون إمكانيات إرسال الصواريخ إلى اليمن رغم توفر الكثير من الأدلة الموثقة على ذلك، كشف المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج فرزين نديمي، في مقال نشره على الموقع الإلكتروني لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الثلاثاء الماضي (7 نوفمبر الجاري) أن «الحرس الثوري يستخدم الغواصات الصغيرة لنقل المستشارين الإيرانيين والأسلحة والذخائر الإيرانية عالية القيمة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، لاسيما أجزاء الصواريخ وأنظمة توجيهها وأدوات التعديل وبنادق القنص وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة»، موضحاً أنه في الوقت الذي لا يبعد فيه ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون سوى ثلاثة آلاف كيلومتر عن أقرب قاعدة بحرية للحرس الثوري على الساحل الإيراني، فإن تلك الغواصات الصغيرة تستطيع نقل شحنة مقدارها ثمانية أطنان وأربعة من أفراد الطاقم لمسافة تصل إلى 5600 كيلومتر في رحلات سرية يمكن أن تستمر 14 يوماً ويصعب اكتشافها من الجو.
كما أفاد نديمي بأن الحرس الثوري استعار طريقة المهربين الكولومبيين في استخدام الطوربيدات المجوفة في تهريب المخدرات، وطوّر أنواع من تلك الطوربيدات لتزويد الحوثيين بشحنات الأسلحة، شارحاً أنه يمكن لمركب صيد سحب الطوربيد الذي يغوص لعمق يصل إلى 30 متراً تحت سطح الماء و200 متر خلف القارب، ويكاد يكون من المستحيل كشفه من الجو، كما أنه إذا جرى اعتراض قارب السحب فيمكن لطاقم المركب تحرير الطوربيد واسترداده في وقت لاحق باستخدام أجهزة لتحديد الموقع.
وتتطابق المعلومات التي كشفها نديمي حول أساليب إيران في تهريب عتاد الصواريخ للحوثيين، مع إعلان رجل الدين المتشدد مهدي طائب –شقيق رئيس المخابرات في الحرس الثوري حسين طائب– في أواخر أبريل (نيسان) 2017، أن «عملية تزويد الحوثيين بالصواريخ الإيرانية نفذت على مراحل من قبل الحرس الثوري بدعم ومساعدة من القوات البحرية الإيرانية»، ولا يجب أن ينسى في هذا المقام اعتراف النظام الإيراني علناً بمساعدة الحوثيين عسكرياً، وذلك بعد أشهر قليلة من إسقاطهم للسلطة الشرعية في اليمن، ففي 23 مايو (أيار) 2015، قال العميد إسماعيل قاآني نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري وقتئذٍ: «إن أولئك الذين يدافعون عن اليمن الآن تم تدريبهم من قِبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
خبراء التطوير
ورغم قوة تأثير عامل تزويد إيران للحوثيين بالصواريخ في بناء ترسانتهم الصاروخية، فإن الدور الذي يقوم به الخبراء الإيرانيون لا يقل عنه خطورة في مضاعفة إمكانات هذه الترسانة، إذ يعمل هؤلاء ومن خلال ما يسميه الحوثيون بـ«مركز الأبحاث وتطوير الصواريخ» على تطوير مخزونات الجيش اليمني من صواريخ «سكود بي» و«سكود سي» روسية الصنع لإنتاج طرز جديدة منها، عبر تفكيك الأنظمة القديمة وإعادة بنائها، وتوسيع خزانات الوقود، وتمديد أجسام الصواريخ، وإعادة التوازن لحمولتها، وما يجدر ذكره للدلالة على الخطورة المترتبة على عمل هؤلاء الخبراء في تطوير قدرات الحوثيين، أن صاروخ «بركان H2» الذي أطلق على الرياض أخيراً هو نسخة معدلة من صاروخ «سكود سي»، ويضاهي من حيث المواصفات صاروخ «شهاب2» الإيراني المعدل هو الآخر من نفس الصاروخ «سكود سي» الروسي، والصاروخ «بركان H2» هو ذات الصاروخ الباليستي طويل المدى الذي أطلقه الحوثيون على الرياض في 19 مايو الماضي، قبل ساعات قليلة من هبوط طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في زيارته للسعودية.
إن تقييم عدد الأهداف التي هاجمها الحوثيون كفيل بتوضيح حجم الاستفادة التي حصلت عليها إيران في استغلالها لهؤلاء المتمردين الذين ينخرطون دون وعي في تنفيذ مخططاتها الرهيبة دون مقابل ما يجعلهم في منزلة المرتزقة الأحط رتبة، صحيح أن الصواريخ الباليستية التي أطلقوها لم تتسبب في دمار واسع النطاق إلى الآن وجرى اعتراضها إلا أنها تكتسب أهمية جيوسياسية في رأي الخبراء؛ لأنها تتيح لإيران تهديد السعودية، وتستنزف قدرات دول التحالف، وكمثال على ذلك فإن تكلفة صاروخ «باتريوت» الذي يعترض صاروخ الحوثي تراوح بين مليونين وثلاثة ملايين دولار، في حين تبلغ تكلفة الصاروخ الحوثي مليون دولار إذا كان مصدره إيران، وأقل من ذلك إذا كان مطوراً من مخزونات صواريخ الجيش اليمني التي استولى عليها الحوثيون، وفي المقابل لا تتحمل إيران أي خسائر مادية ناجمة عن الحرب الدائرة الآن في اليمن، فمن يتحمل هم الحوثيون أنفسهم الذين يدفعون الثمن بقصف مناطقهم في صعدة وغيرها في كل مرة يهاجمون فيها أهدافاً لدول التحالف العربي أو الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها إيران التي لا تضع في حسبانها قيمة لبشر حتى لو كانوا حلفاءها في سبيل تحقيق مشروعها التوسعي.
إن الأدلة التي تثبت ضلوع إيران في إمداد المتمردين الحوثيين بالصواريخ كثيرة ومتنوعة، ورغم توفرها منذ زمن إلا أن الملاحظ أن الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون قبل أيام على الرياض، والذي أوضحت السعودية في خطابها لمجلس الأمن بشأنه أنه من صناعة إيرانية، نبه أمريكا وبعضاً من الدول الغربية أكثر من ذي قبل إلى خطورة الدور الذي يضطلع به الحوثيون في خدمة إستراتيجية إيران للإخلال بأمن وتوازنات القوى في المنطقة عبر تلك الصواريخ التي تمدهم بها، فدعت أمريكا وبريطانيا منظمة الأمم المتحدة إلى التحقيق في تورط إيران في تزويد الحوثيين بالصواريخ، ورغم أن هذا التحرك جاء متأخراً إلا أنه يكتسب أهميته من إمكانية استحداث آلية دولية للتصدي لأنشطة إيران في دعم الحوثيين بالأسلحة خلال الفترة القادمة، ما يساهم في وضع نهاية للحرب الدائرة في اليمن.