جدد الرئيس اللبناني ميشال عون (الأربعاء) العزف على وتر استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في محاولة لتهدئة غضب الشارع اللبناني تجاه الدولة المخطوفة من قبل إيران وعملائها، قائلا: «لا شيء يبرر عدم عودة سعد الحريري بعد مضي 12 يوما على الاستقالة»، زاعما أن رئيس الحكومة المستقيل محتجز وموقوف، إلا أن الحريري جدد تأكيده على العودة قاطعا كل التأويلات، إذ قال عبر حسابه في «تويتر»: «بدي كرر وأكد أنا بألف ألف خير وأنا راجع إن شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم، وحا تشوفوا».
وترك عون المشكلة العميقة التي يعاني منها لبنان ودول الجوار في المنطقة والتي تغذيها طهران وميليشياتها وحزب الله وتمسك بالقشور، متواريا حين قال في تغريدات على موقع «تويتر» إنه لا يمكن إطالة الانتظار وخسارة الوقت، وإيقاف شؤون الدولة على حد قوله، ووجه كلامه إلى اللبنانيين قائلا: «لا تخافوا لا اقتصاديا ولا ماليا ولا أمنيا»، وذلك في الوقت الذي لم يتعرض فيه للأسباب التي دعت الحريري إلى الاستقالة والسيطرة التي يمارسها حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية بوكالة إيرانية.
وعلى الرغم من ذلك، أعلن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل أمس (الثلاثاء)، أنه سيعود إلى لبنان خلال يومين، وغرد في حسابه على موقع «تويتر»، مؤكداً أنه «بخير».
وقال الحريري في تغريدته: «يا جماعة أنا بألف خير وإن شاء الله أنا راجع هل يومين خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية مملكة الخير».
كما أعلن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي التقى الحريري خلال زيارته للرياض أنه يؤيد الأسباب التي دفعت سعد الحريري للاستقالة.
وقال للصحفيين ردا على سؤال عما إذا كان الحريري يخطط للعودة إلى لبنان: «أكيد وبأسرع ما يمكن.. وربما الآن ونحن هنا». وسئل عن الاستقالة ومدى اقتناعه بها، فقال: «هل أنا غير مقتنع؟ أنا مقتنع كل الاقتناع بأسبابها».
وأشار الراعي إلى أن الحريري أبلغه بعودته إلى لبنان في أقرب وقت ممكن.
وأكد البطريرك الراعي أنه عاد من الرياض بنشيد المحبة، واعدا بتعاون الجميع كل من موقعه لإظهار «وجه لبنان الحلو»، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين أفاض خلال لقائه به أمس (الثلاثاء) في الحديث عن لبنان وحبه الكبير له، وعن رغبته الكبيرة في الدعم الكامل لهذا البلد وتقديره للجالية اللبنانية في السعودية.
وكانت «كتلة المستقبل» قد أعلنت تأييدها للمواقف التي يتخذها رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، خصوصا لجهة الالتزام بأسلوب الحوار الوطني، مؤكدة رفضها كل أشكال التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية.
ودعت الكتلة بعد اجتماع لها (الثلاثاء)، إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب الدائرة بالمنطقة والتأييد الكامل لموقف الحريري.
ووصف المركز الكاثوليكي للإعلام في بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية زيارة الراعي للرياض بأنها فتحت صفحة جديدة من علاقات الحوار والتعاون المسيحي - الإسلامي، وسوف تتابع بسلسلة من المبادرات العملية.