في مفاجأة غير متوقعة، كشفت وثائق زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، التي حصلت عليها الولايات المتحدة، إثر تصفيته في بلدة أبوت آباد في باكستان، والتي نشرتها الاستخبارات الأمريكية «سي أي إيه» أوائل الشهر الجاري، تحالفا أيديولوجيا مشبوها بين ابن لادن والصحفي البريطاني روبرت فيسك، المقيم في لبنان والمقرب من ميليشيا «حزب الله». وأظهرت الوثائق التي استعرضها موقع العربية نت أمس (الجمعة)، رغبة ابن لادن وطلبه الاتصال بفيسك، المتخصص على مدار ثلاثة عقود في كتابة تقارير صحفية عن دول الشرق الأوسط وحكوماتها لصحيفة الإندبندنت البريطانية، المعروفة بتمثيلها لأقصى اليسار البريطاني. وحول أسباب اهتمام ابن لادن بالتواصل مع فيسك على ما بينهما من تناقضات فكرية وعقائدية واسعة، أوضحت الوثائق أن زعيم القاعدة بَرّر طلب التواصل بغرض إعداد فيلم وثائقي يجري بثه تزامنا مع الذكرى الـ10 لأحداث 11 سبتمبر، وليس كما زعم فيسك لإجراء مقابلة صحفية تكررت لثلاث مرات. وكشفت رسالة موجهة من ابن لادن إلى قيادات بالتنظيم، أنه أسند إليهم تكليفا بأن يرسلوا إلى عبدالباري عطوان وروبرت فيسك باقتراب الذكرى الـ10 لأحداث 11 سبتمبر، حصاد السنوات الـ10 من الحرب الضروس بين أتباعه وأمريكا، وأنها فرصة جيدة لإيضاح دوافع التنظيم لمواصلة هذه الحرب التي تعود على العالم الإسلامي بالأضرار.