-A +A
زياد عيتاني (بيروت)ziadgazi@
هل من عاقل في بلاد فارس يمكنه أن يسمع ويعي ما يسمع؟..هل من فارسيّ يملك الجرأة ليقول للملالي إن الزمن قد تغير وإن وقت اللعب بمصائر الشعوب العربية قد انتهى، وإنه لا مكان للمغامرات الطائفية والمذهبية في كامل الجغرافية العربية؟.

إن ما حمله البيان الختامي للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، يشكل رسالة بليغة وواضحة لمن يعنيهم الأمر وتحديداً للنظام الإيراني وكامل أذنابه وتوابعه من ميليشيات طائفية عابرة للحدود وفي مقدمتها ميليشيا «حزب الله» في لبنان.


إن بيان القاهرة قد قالها واضحة صريحة..إن دبلوماسية الصواريخ الباليستية لم تصب الرياض ولا الطائف ولا جازان، بل أصابت المشروع الفارسي، إصابة قاتلة لأنها عرّت هذا المشروع من كل الشعارات التي رفعها ووضعه أمام الحقيقة الدامغة الصريحة أن الأجندة الإيرانية تقوم بالتعاون مع أذرعتها الميليشياوية بضرب الاستقرار في العالم العربي وبضرب نسيج المجتمعات العربية من بوابة الفتنة المذهبية.

دبلوماسية الصواريخ.. التي تنتهجها إيران هي دبلوماسية الإرهاب بمصطلح جديد قد تنفع مع إسرائيل في بعض الأحيان، فالمستوطنون هناك طارئون على الزمان والمكان. أما في الرياض أو في دبي كما هددوا لا يمكنها أن تكون موضوعة في الحسبان، فالناس هنا هم ناسُ الأرض وأسياد المكان، هم متجذرون كتجذر شجر النخيل ورمال الصحراء بوجه كل غدرات الزمان.

لقد سقطت دبلوماسية الصواريخ، وبيان القاهرة كان النعيّ الرسميّ لها، فقرار العرب كان حازماً صارماً، إن هذا المنطق لا يمكن أن يدوم وأن اليد التي تمتد على الأمن العربي ستقطع وأن التبريرات غير المنطقية للميليشيات المذهبية من لبنانية وغير لبنانية لم تعد تنطلي على أحد، ولم تعد مقبولة عند أحد، لقد شكل بيان القاهرة جرس إنذار أخير، والعاقل هو من يستمع إلى هذا الإنذار ويعود إلى رشده، لأن فترة السماح انتهت وما حصل في القاهرة بداية لزمن عربيّ جديد.