ناشطة تشيلية ترفع علم فلسطين خلال احتجاجات ضد قرار ترمب أمام السفارة الأمريكية في العاصمة سانتياغو أمس الأول. (رويترز)
ناشطة تشيلية ترفع علم فلسطين خلال احتجاجات ضد قرار ترمب أمام السفارة الأمريكية في العاصمة سانتياغو أمس الأول. (رويترز)
-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
في لبنان كانت هناك اعتراضات على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، هناك من تظاهر مضيئاً الشموع وسط بيروت، وآخرون تظاهروا راشقين الحجارة والعصيّ على مدخل السفارة الأمريكية في عوكر. وهنالك من حشد أنصاره وعتاده وتظاهر صارخاً «الموت لأمريكا» في الضاحية الجنوبية للعاصمة.. لكن بين كل هؤلاء كان هناك من يقف عند الحدود الجنوبية للبنان متباهياً ببزته العسكرية وبجنسية غير لبنانية ليقول إن جيشاً غير الجيش اللبناني وإن سلطة غير السلطة اللبنانية هي من تشرف على هذه الأرض ومن يعيش عليها.

قيس الخزعلي، لم يكن مجرد شريط فيديو لرجل يحركه نظام الملالي كيفما أراد إن بشق صفوف أنصار مقتدى الصدر بداية، أو عبر المجازر في الفلوجة لاحقاً وانتهاء بما يجري حول بغداد حالياً. بل إنّ شريط الخزعليّ المصوّر رسالة إيرانية لمن يعنيهم الأمر، هي بداية رسالة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أبدع فصاغ تسوية النأي بالنفس، وهي رسالة للحكومة اللبنانية التي تريد أن يصدقها الناس أنها قادرة على تثبيت النأي بالنفس، وهي رسالة لأنصار مشروع الملالي في المنطقة تقول لهم إنّ مشروع فارس ما زال يقبض على أربع عواصم عربية.


بيروت كما القدس محتلةً، وكما صنعاء ودمشق وغيرها، بيروت كما القدس هناك مستوطن يدخل إلى الأقصى فيدنسه، وهنا قيسٌ خزعليٌ يرسل إلى بوابة فاطمة ليقهر اللبنانيين ليؤكد لهم المؤكد أنهم تحت الوصاية الإيرانية. عند بوابة فاطمة كان الخزعلي يسخر من كل اللبنانيين، كما وقف نتنياهو ساخراً من كل العرب المعترضين المتظاهرين.

إيضاح الواضحات لطالما كان من الفاضحات، لكنه يصبح فضيلة إن حاول البعض أن يخفي وضوح أن عددا من عواصمنا العربية محتلة.. إما من قبل فارس أو من قبل بني صهيون.