وعلى الرغم من توصيات منظمة الصحة العالمية بعدم تجاوز نسبة تركيز الجزيئات الدقيقة متوسط 25 ميكروغرام في الساعة، وجد الطهرانيون اليوم الأحد أنفسهم يستنشقون هواءاً ملوثاً بأكثر من 7 اضعاف المحظور، بعد بلوغ نسبة التركيز لـ 185 ميكرو غرام بالمتر المكعب حسب روايات السلطات البلدية في طهران.
ولم تجد السلطات الإيرانية أفضل من «الإقامة الجبرية» حلاً سريعاً طالبت فيه المسنين والأطفال والحوامل، إضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، في الوقت الذي لم تفد فيه أوامرها بإقفال المناجم ومعامل الإسمنت، الأمر الذي لم يكن ليفيد في قشع ضباب التلوث الذي توارت خلفه سلسلة «جبال ألبرز» عن الأنظار وسط غيمة سامة ابعدته عن أعين سكان طهران.
تعايش الطهرانيون مع «الضباب السام» بدأ ظاهراً بعد اعتياد الكثير منهم الخروج بالكمامات الواقية، وترك الخروج من المنازل لغير حاجة ملحة، تقول فاطمة أسدي:" الحكومة لا تفعل شيئا لا أخشى ان اقولها، إلى من علينا التوجه لمعالجة هذا الهواء الملوث؟ ماذا يفعلون؟".
وفي ذات الوقت عنونت صحيفة «هفت صبح» اليوم الأحد «إننا نختنق لكننا نتمسك بالأمل» في إشارة إلى الى ارتفاع عدد ايام «التلوث الشديد» من 48 السنة الماضية، إلى 58 هذه السنة معلقة على أزمة التلوث في طهران بـ:"الأمل في تحسن وضع المدينة يبقى حيا، إذا نجونا من الموت بالطبع".
وعلى الرغم من ما يعيشه الإيرانيون في عاصمتهم من تلوث ناجم عن انبعاثات عوادم السيارات بنسبة 80 في المئة من المنتظر أن يتجاوز إنتاج السيارات الإيراني نحو 1.5 مليون مركبة هذا العام، تضاف الى حوالي 20 مليون سيارة وشاحنة تسير حاليا، الأمر الذي علق عليه رئيس بلدية طهران محمد علي نجفي في أكتوبر الماضي، بأن مشكلة حركة السير هي «الشاغل الاول» لدى السكان، مشيراً إلى أن "مشكلة النقل المدني لا يمكن حلها على المدى القصير".