-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
«صمت القبور في بيروت».. فالمتنقل في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث المعقل الرئيسي لميليشيا «حزب الله»، يصطدم بوجوه سيطر عليها اللون الأصفر، وبأسئلة ترتسم بعيون أنصار الحزب وجمهوره، أسئلة لا تُسمع كلماتها لكن ترى حروفها في القلق الواضح.. إيران إلى أين؟

مقابل هذا القلق، فالصمت هو السلاح الذي تحمله قيادات الحزب وكوادره تجاه ما يحصل، أما الصف الثالث والرابع في كوادر الحزب الذي يعيش على تماس مباشر مع الجمهور فجوابه واحد لن يحصل شيء.


الضاحية الجنوبية لبيروت يعنيها كثيراً ما يحصل في طهران ومشهد والأحواز، ومع كل صورة تسقط هناك لخامنئي فإن عيون سكان الضاحية ترتفع لتنظر إلى الصور المنتشرة في شوارعهم.

القلق حول الغد يكبر مع كل خبر عاجل تتناقله وسائل الإعلام عما يحصل هناك في بلاد فارس وفي أقبية نظام الملالي. لقد قالها أمين عام الميليشيات قبل فترة قصيرة: رواتبنا وصواريخنا ومساعداتنا وتقديماتنا كلها تتكفل بها الجمهورية الإيرانية.. وهذا يعني أن كل هذا سيسقط إن سقط نظام الملالي.

ما يحصل داخل إيران، مرحلة مصيرية بالنسبة للضاحية وجمهورها، لكن ما هو أصعب وأقسى هو ما تتداوله النخبة داخل «حزب الله» من أن إيران ما قبل هذه الأحداث ليست هي نفسها ما بعد هذه الأحداث. قد ينجو النظام، قد ينجو الرئيس والمرشد والحرس الثوري، إلا أنف النظام، الذي طال كثيراً حتى وصل 4 عواصم عربية، لن ينجو بكل تأكيد.

إيران ما بعد الأحداث ستعيد الكثير من الحسابات، فسقوط النظام أو عدمه أمر آخر لكن سقوط السياسات القديمة أمر محتوم لا مفر منه.

قلق كبير.. هو قلق الضاحية الجنوبية لبيروت.. وهذا القلق خطورته أن «حزب الله» اعتاد عندما تكر فاتورته أن يدعو جميع اللبنانيين لمشاركته في تسديدها.. وهنا أصل الحكاية.