-A +A
رويترز (بانجولو)
تسبب الوجود المسلح المكثف بمنطقة جنوب السودان في فرار المعلمين والتلاميذ بمرور الوقت من إحدى المدارس خوفا على سلامتهم، وأُغلقت المدرسة منذ قرابة ثلاث سنوات، والآن يغطي أرض فنائها، الذي كان يضج بالأطفال، عشب ضخم وتغطي حوائط فصولها خيوط العنكبوت بعد أن كانت تعج بصياح الأطفال.

واستقلت أحدث دولة في العالم (جنوب السودان) عن السودان في 2011 لكن سرعان ما تفجرت فيها حرب أهلية في 2013، بين قوات الرئيس سلفا كير المنتمي لقبيلة الدنكا، وقوات نائبه السابق ريك مشار المنتمي لقبيلة النوير. ونتيجة لذلك هوى الانتظام في المدارس، الذي كان بنسبة 42% في بداية الحرب.


وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن ما يقدر بمليوني طفل في سن الالتحاق بالمدارس الابتدائية غير ملتحقين بمدارس جراء احتدام العنف في جنوب السودان.

وتضيف المنظمة أن العنف أرغم أيضا ربع المدارس على إغلاق أبوابها.

وقُتل عشرات الألوف وشُرد نحو ثلث سكان جنوب السودان، الذين يقدر عددهم بنحو 12 مليون نسمة، من مناطقهم متسببين في أكبر أزمة لجوء في أفريقيا.

وقال كبير معلمين بالمدرسة المهجورة في منطقة بانجولو يدعى موريس منير «مدرستنا ليس فيها أي أدوات أو أي شيء، بالتالي فأبناؤنا يجلسون في البيوت لأنه ليس هناك تعليم لهم».

ويحظر اتفاق لوقف القتال، وقع العام الماضي، احتلال المدارس ويطالب طرفي القتال بالانسحاب من المدارس التي احتلوها.

وتعد السلطات المحلية في تلك المناطق حاليا بإعادة افتتاح مثل تلك المدارس.

وقال جوزيف نجيري باكيو حاكم منطقة موندري «بحلول فبراير سيعودون للمدرسة. هذه مدرسة جيدة جدا. تضم ثمانية فصول دراسية ومقاعد. الأطفال لم يذهبوا للمدارس على مدى السنوات الثلاث المنصرمة، وهذا شيء سيئ للغاية. وكما قلت فأنا نفسي درست هنا، درست هنا قبل أن أستكمل دراستي في الخارج، ولذلك أريد أن يستفيد أطفال المنطقة هنا أيضا».

وتسببت العمليات العسكرية المستمرة في تبادل السيطرة على المناطق المختلفة بين قوات الحكومة والمعارضة في عدة مناسبات.

وتنظم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بانتظام دوريات لتقييم الوضع الأمني في المناطق المتضررة، وتتيح هذه الدوريات لمنظميها مراقبة أثر الصراع على المجتمعات، وتتيح لهم الالتقاء مع فصائل مسلحة مختلفة والمطالبة بتوقيع اتفاقات سلام.

وتقول «يونيسيف» إنه مع وجود 72% من الأطفال خارج المدارس، تُصنف دولة جنوب السودان الأسوأ بين الدول الأفريقية كلها في ما يتعلق بالتعليم.

ويوفر التحاق الأطفال بالمدارس حماية لهم من التجنيد في صفوف الفصائل المسلحة أو إجبارهم على ممارسة أمور أخرى خطيرة حتى ينجوا بحياتهم مثل استغلالهم في علاقات غير شرعية.