تواجه ألمانيا وضعاً غير مسبوق، إذ يتوقع أن تتولى امرأتان رئاسة أكبر حزبين سياسيين. ويعتزم الحزب الاشتراكي الديموقراطي تعيين ناليس (47 عاماً) رئيسة له خلال مؤتمر في 22 أبريل، لتخلف مارتن شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي الذي عرف سنة كارثية مع النكسة الانتخابية الشديدة التي لحقت به، وتبديله الكثير من مواقفه. غير أن تعيينها سيُطرح على الناشطين لدى استشارتهم بشأن اتفاق تشكيل حكومة ائتلافية مع المحافظين بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل. وفي حال رفضت قاعدة الحزب الاتفاق، فسيتحتم عليها على الأرجح التخلي عن تولي هذه المهمات. وبذلك ستنضم ناليس إلى نادٍ ضيق من زعيمات الأحزاب، وفي طليعتهن ميركل التي تتولى منذ نحو عقدين قيادة الاتحاد المسيحي الديموقراطي. أما الحزب الاشتراكي الديموقراطي، فلم يعهد بقيادته لامرأة منذ أكثر من 150 عاماً. وكتبت صحيفة سودويتشه تسايتونغ هذا الأسبوع: «حين ينهار كل شيء، عندها نستنجد بالنساء»، وأشهر مثال على ذلك «نساء الأنقاض» اللواتي أزلن الحطام بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة إعمار المدن الألمانية المدمرة. ورأت مجلة دير شبيغل أن «السلطة النسائية لم تكن يوماً بالقوة التي هي عليها اليوم» في السياسة الألمانية. فالبيئيون واليسار الراديكالي برئاسة مشتركة تضم امرأة ورجلاً، وفي حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف، تحظى الرئيسة المشاركة للكتلة النيابية أليس فيدل بنفوذ كبير. كما تفيد تقارير بأن ميركل تعتزم تنظيم خلافتها بعد ولايتها الرابعة المرجحة، لصالح رئيسة حكومة زارلاند المحلية أنيغريت كرامب كارنباور.